(هرمنا)من طول سماعنا لنشيد الصباح اليومي الذي حفظناه من الجلدة إلى الجلدة وتتحفنا به الأطراف السياسية جمعاء وبصوت واحد يشبه الزامل (بالروح بالدم نفديك يايمن).. لكنه الشعار الذي لم يتحول إلى فعل، رغم فداحة التأزيم الذي تنتجه ماكينات السياسيين، وأصحاب الثروة التي تكفي الواحد منهم لإقامة دولة لها علم ونشيد..
* وعلى امتداد أرضية السباق الماراثوني الذي تنظمه الأطراف السياسية تحت شعار "نحو تعميق شقة الخلاف"يبدو تعارض ذلك السعي غير المشكور واضحا مع مدلول حب الوطن حيث يجهد السياسيون في تعقيد الأوضاع بدلا عن التركيز على الحل وكل ذلك عكس تيار غالبية الناس الذين يريدون حلا ولوحتى بطريقة أسطورة مصباح علاء الدين السحري الذي هو خيال المهم أن يسمعوا العبارة السحرية "شبيك لبيك عفريت الحلول بين يديك".. بعد أن تقطعت بهم سبل الأزمة!!واصبحوا في كل وادٍ يلهثون وراء أنبوبة غاز ولتر بترول وساعة كهرباء كاملة دون إطفاء!!
* بالعربي الفصيح فاض بنا الأسى ياقوم من هول ما يجري فاتجاه رياح التغيير خلال الأشهر المنصرمة لم تسر إلاَّ باتجاه واحد هو حول أسماك قرش الفساد وهواة قطع الطرق وأساطية الأرض البيضاء ومغامري البناء في الملك العام والخاص والبوليس الديني بل وصلت أقساط الانفلات والرقابة إلى موظفين صغار يعربدون في الوظيفة العامة وفي مرافق خدمية إنسانية تحديداً ولو وجهت اتهاما لأحدهم بالفساد والتقصير ظهر عليك بمسوح فقراء المدينة ومحاولة إخفاء ما الله مبديه.. حتى مع عين الشمس التي لا يستطيع أحد حجب شعاعها!
* وبطبيعة الحال يقودنا الحال والأسوأ القادم إلى المزيد من استجداء الأطراف السياسية ترك سيئة الانتقام الشخصي من بعض جانبا وتذكر ايجابيات بعض حُكم ومعارضة مع تحديد السلبيات دون اكتفاء بلعنها بل على الجميع مهمة حمل معاول تدميرها من الأساس والتفكير في معاناة الناس.. الذين يريدون تغييرا يفضي إلى لامركزية تحفظ وحدة الوطن ومحاربة الانفجار السكاني وتعليم أفضل ونبذ التطرف الديني.. وإنقاذ عاجل من فقدان مياه الشفة التي تعاني منها صنعاء وتعز كمثال صارخ على سوء حال الحاضر والمستقبل.!
* وهنا ليس عيبا أن يعترف أهل الحكم بتركة فساد وبيروقراطية ومحسوبية وبالمقابل تعترف المعارضة بمساهمتها في ذلك بنسبة وبفشلها في أن تكون حاملاً اجتماعياً يتبنى قضايا الناس وينهض بخطاب واعٍ يؤسس لتغيير ينعقد فيه الرجاء على حرص يصون وحدة الوطن ويحفظ أمنه واستقراره.. وأهم من ذلك كله تأمين المحافظة على مؤسسات الدولة، بمافيها الدستور مع إمكانية تعديله لاحقا..
* أما إذا بقينا في زاوية بحث المخرج الآمن.. فالكل شركاء في كل المراحل بحلوها ومرها منذ العام 1978م والجميع بحاجة إلى مخرج.. والحل هو إغلاق هذا الباب واتجاه الجميع إلى بحث مخرج آمن للوطن من ليله الذي قد يطول ولن يسفر صُبحه إلا بعد أن نكون قد أذنبنا بتطبيق الأثر الذي يقول : "ما تبنيه الأيدي.... تهدمه أيدي أَخرى.."!!
* لكني أتصور أن الحكم والمعارضة بعد عشر جمع من المبارزة بالأعداد قد تجاوزوا هذا الأثر المدمر من خلال المبادرة الخليجية التي نزعت صواعق متفجرات أهلية وقبلية ومذهبية قبل وقوعها كما أنها بالمناسبة فرصة لممارسة قضية التداول السلمي للسلطة وتجريب كرسي الحكم لمن سيختاره الناس عبر صناديق الاقتراع والمطلوب العض على المبادرة بالنواجذ حتى لا نتفاجأ في الأخير بالاستماع لأغنية الست "فات الميعاد"..!!
* بالتي هي أحسن فكروا بعمق.. واعملوا بصمت.. فالتصريحات التفجيرية المتبادلة لا تزيد الخَرق إلا اتساعا..!
وصَدقوا (كارليل) حين قال:"الصمت عميق كالخلود، والكلام ضحل كا لوقت".. ولا تستغنوا بفهمكم للأمور فتزلوا.!