القيادي في حزب الإصلاح الشيخ حميد الأحمر قال لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ( سلوكيات خاطئة حدثت في ساحة الاعتصام بالجامعة حولت الساحة إلى مرقص ديسكو .. وإن بعض النساء أردن السير يداً بيد إلى جانب أصدقائهن الذكور وعشاقهن خلال المظاهرات، وذلك أمر مرفوض لأنه ضد ديننا..).
وهنا في اليمن قامت القيامة على الشيخ حميد بما في ذلك من الموجودين في الساحة، مما دفعه إلى إصدار بيان يقول فيه إن الصحيفة حرفت أقواله، قال ذلك يوم 28 مايو بينما كلامه نشرته الصحيفة يوم 23 مايو ولاشك إنه قد اطلع عليه، ولم يبادر إلى النفي حينها ولكنه نفى بعد أن ثارت الثائرة عليه، فأصدر بياناً حاول فيه الطعن في مصداقية صحيفة مرموقة ودقيقة، لكن طعنات جنبيته لم تجده نفعاً.
وعندي إن ما قاله حميد عن ساحة التغيير التي تحولت إلى ( مرقص ديسكو ) وعن ( النساء اللواتي أردن السير يداً بيد إلى جانب أصدقائهن وعشاقهن ) لا يستحق هذه الثورة عليه، فمن حق الرجال والنساء أن يرقصوا ويتبادلوا الحب ويسيروا يداً بيد .. واللوم الحقيقي الذي يوجه إليه وأمثاله هو أنهم يحرمون مظاهر إنسانية عادية حتى في المجتمع المحافظ، ولأنهم يتخذون منها مدخلاً للطعن في عفة المؤمنين والمؤمنات.
- والأمر الآخر الذي كان يتعين التركيز عليه في توجيه اللوم للشيخ وحزبه هو حصرهم ( الخطأ ) في هذه الجزئية داخل ساحة التغيير.. بينما هي شهدت أخطاء وفظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان .. وتم المتاجرة بالشباب وتوريطهم في مواقف ضد أنفسهم، وهاهو حزب الإصلاح بدأ من يوم الأحد حرمانهم من الغذاء بعد أن حرمهم من الدواء.
حزب الإصلاح الذي أدار مخيمات الاعتصام قرب جامعة صنعاء من خلال لجان أمنية وتنظيمية ارتكب فظائع عمدية وليس مجرد ( أخطاء ).. ضرب النساء وأحرق خيام معارضيه، واضطهد الجنوبيين ودفعهم لترك الساحة والعودة إلى مناطقهم.. ورصدت منظمات محلية ودولية في تقاريرها فظائع ارتكبها حزب الإصلاح بالتضامن مع عسكر الفرقة الأولى مدرع.. جرائم قتل واغتصاب وتعذيب، وتهجير سكان الأحياء المجاورة وتحويل بعض منازلهم إلى معتقلات، ومدارسهم إلى مراكز استجواب وتعذيب.. والضحايا معروفون وبعضهم كتب ذلك وأدلى به لمنظمات دولية.
- أقاموا ما يسمى المستشفى الميداني في الساحة لاستقطاب الدعم المحلي والخارجي، وذهب إلى صيدلياتهم الخاصة ومستشفياتهم.. لم يكن دور المستشفى إنسانياً، لقد مثل ذروة الدعاية الإعلامية والتضليل السياسي لصالح حزب الإصلاح، وعندما انتهى من هذا الدور تحول إلى معتقل لجرحى ( الثورة ) الذين حاول كثير منهم الانتحار في الفترة الأخيرة بعد اكتشاف الخدعة الإصلاحية.
هذا فضلاً عن أن ما قاله الشيخ حميد للصحيفة الأمريكية يتضمن اعترافاً صريحاً بأن حزب الإصلاح اضطهد النساء جسدياً ومعنوياً بجريرة العشق والمعشاقة والسير يداً بيد..
أين هو المستشفى الميداني اليوم.. أين أدوية المتبرعين أين سجلات المرضى والمتوفين.. ؟