يجب أن يقراء المتربصين بأمن وأستقرار اليمن التاريخ جيداً ويعلموا إن الشعب اليمني منيع وقوي جداً لمواجهة أي تحديات لما يتميز به المجتمع اليمني من تركيبة قبلية متناسقة مع بعضها البعض ذات عادات وتقاليد واعراف معتدلة تستطيع أن تميز بين الحق والباطل والتاريخ يسرد القصص الثرية بالمواقف عن اليمن سواء مع الاحباش في العصر القديم أو اليمن في صدر الاسلام مروراً بفترة الاحتلال العثماني والبريطاني وصيف 1994م الى اليوم ، رغم كل ذلك فقد واجه اليمن الكثير من الازمات ولفظ مالا يتناسب مع دينه وعاداتة وتقاليده حيث حول اليمن الى مقبرة الغزاة عبر الجيش الشعبي ( القبائل من شمال اليمن الى جنوبه ) والذي يتمثل حالياً في القوات المسلحة والامن نموذجاً .
وبالتالي .. فأن مسألة الحسم لازمة صعده في شمال اليمن وتبعاتها في الجنوب وتنظيم القاعدة أصبح خياراً وحيداً ومطلب شعبي وعلاج مر يجب استخدامه لحسم الجزء الاكبر من الازمات اليمنية ليبقى الوطن صحيحاً معافى .
حيث إن الازمات في اليمن وما يحدث في صعده لا يروق لليمنيين جميعاً وأصبح ذلك خطراً يجب أحتواءه ولا يقتضي الأمر أي تدخل مباشر لقوى خارجية تحت مظلة الارهاب في اليمن ، لأن التدخل المباشر لقوي خارجية ( أمريكا وغيرها ) هوا ما يسعى إليه تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية لجعل اليمن ساحلة للقتال ، إضافة إلى أن أي تدخل مباشر لقوى خارجية يسيئ إلى سيادة اليمن من جانب ومن جانب اخر يهيئ المناخ لتنظيم القاعدة وحلفائه للتوسع في اليمن كأرض خصباً لما يسمى بالارهاب والتمرد والتتخريب .
ومن هنا ومن خلال الملاحظة للاحداث وما يجري على الساحة السياسية والعسكرية لازمة صعده والذي يكشف الغطاء عن الحوثية وعلاقتها بالقاعدة وكذلك الحال مع الحركة الانفصالية في جنوب اليمن والتي تاخذ بعداً محلي لتحقيق اهداف مشتركة تسعى الى إضعاف الشرعية وتمزيق الوطن وشل حركة السلطة من بسط نفوذها على الارض اليمنية كاملة مثل أفغانستان أو إسقاط السلطة المركزية وتحويل اليمن الى صومال أو خلق ثقافة الكراهية والطوائف والانفصال وشرذمة المجتمع اليمني وتحويله الى عراق جديد هذا من جانب ،لكن اليمن بعيدة جداً عن تلك النماذج لما تميزها عن غيرها من تركيبة اجتماعية فريده .
وقد تنطلق من تلك الازمات تفرعات خطيرة جداً في المستقبل تهدد امن الجزيرة العربية والتي تأخذ بعدا إقليماً يكون فيه تنظيم القاعدة اللاعب الابرز في المنطقة باختيار اليمن مسرحاً لعلمياتهم لقرب اليمن جغرافياً من دائرة الصراع في القرن الافريقي ولما تمتاز به أيضاً من موقع استراتيجي يقع على طريق التجارة العالمية والتي تمثل 30% من إجمالي السفن التجارية في العالم سنوياً فضلاً لذلك امتلاك اليمن المساحات الشاسعة للحدود البرية مع دول الجوار في شبة الجزيرة العربية باعتبار اليمن البوابة الجنوبية لها والتي قد يسعى تنظيم القاعدة لاتخاذ اليمن نقطة انطلاق الى شبة الجزيرة العربية وصولاً الى تنظيم القاعدة في العراق وفقا لأيديولوجيتهم لتحرير المقدسات وأرض العرب من المشركين وتحرير ثروات النفط من النهب .
ومن خلال مراقبة بعض الأحداث والتي تكشف مدى الترابط والتشابك بين ما يجري في صعده وما يجري في جنوب اليمن ووصولاً بتنظيم القاعدة واشتراكهم في هدف رئيسي واحد مستغلة في ذلك كافة السسلبيات في الحكم والظروف الصعبة التي تمر فيها اليمن سياسياً واجتماعياً وتنموياً واقتصادياً والذي قد يظهر ذلك في عدة نقاط منها
- - أولها اعترافات القائد الميداني السعودي لتنظيم القاعدة في اليمن سابقاً ( محمد العوفي ) أثر تسليم نفسه للسلطات السعودية وكشفة للعلاقة بن النقيضين ( تنظيم القاعدة في اليمن والتمرد الحوثي في صعده ) والتي كانت سبباً في استسلامة .
- - وكذلك مغازلة عبد الملك الحوثي لطارق الفضلي المشهود صلته بالقاعدة سابقاً بإطلاق سراح أسرى جنود وضباط أبطال من ابين ممن قاتلوا التمرد في صعده باعتبار ذلك الاجراء من قائد التمرد الحوثي مجاملة للفضلي من جانب ومحاولة لايجاد شرخ في وحدة المجتمع اليمني ينطلق من اساس عنصري تشطيري ( شمالي وجنوبي ) .
- وبالتتابع للأحداث أيضاً للعمليات الاستباقية الناجحة ضد تنظيم القاعدة في اليمن التي نفذتها القوات اليمنية في كل من أرحب محافظة صنعاء وأبين حيث أظهرت في شاشات التلفزة للقنوات الفضائية ردود الأفعال للانفصاليين ولتنظيم القاعدة وتصريحات بالتهديد بالرد على الضربات الاستباقية والانتقام تحت شعار التشطير الانفصالي في جنوب اليمن والذي يكشف مدى العلاقة والتشابك بين الانفصاليين في جنوب اليمن وتنظيم القاعدة والذي يظهر مدى التكالب على الشعب اليمني لتلك التحالفات.
وبالتالي كل تلك الأحداث والحقائق تكشف مدى التآمر الذي يسعى إلى تمزيق اليمن إلى سلاطين ومماليك ودويلات من خلال بث ثقافة الكراهية وبث بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد والسعي إلى الصوملة أو الأفغنة وجعل اليمن ساحة للمعارك ومرتعاً خصباً للإرهاب والتمرد والفوضى في ظل الأوضاع الراهنة.
وما يثبت ذلك التآمر على المواطن اليمني هو تحويل الحراك الجنوبي والذي يحمل صبغة حقوقية مدنية مشروعة وتحويله عن مساره عبر عناصر انفصالية إجرامية وتسييسه من أزمة حقوقية مدنية إلى أزمة حراك سياسي انفصالي تحت شعار التشطير ومن ثم تحويله إلى حليف رئيسي مع تنظيم القاعدة في أبين ومن ثم حليف للتمرد الحوثي في صعده مستغلة في ذلك هموم الناس وأوضاعهم الصعبة وتهييجهاً إلى دمار الشعب دون رحمة.
الآن تشير تلك الأحداث إلى بعض الحقائق من تكالب الأزمات المفتعلة والمتشابكة على اليمن والتي أصبحت خطراً يحق بنا محلياً وإقليمياً.
وبالتالي يجب أن تنظف اليمن من تلك الشوائب التي اجتمعت تحت مظلة الحوثية والحراك الانفصالي بالحسم الحقيقي لتلك الظواهر إكراماً للدماء الزكية التي ضحت من أجل أمن واستقرار ووحدة الوطن.
فلا مجال للاصطياد في الماء العكر من بعض السياسيين المتنفذين وإظهار كلمة حق يراد بها باطل أو تحقيق مصلحة شخصية والسعي وراء التحالفات والحصول على القوة والنفوذ بنظرة ضيقة تحت شعارات الوطنية بدون أي رؤية مستقبلية وعلمية لما يمكن أن تؤل إليه تلك الأزمات المتلاحقة على اليمن والتي قد تؤثر تأثير سلبي على المستوى الوطني والإقليمي وزعزعة الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية فأمن اليمن واستقراره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً هو استقرار للجزيرة العربية فالشعب اليمني بأصالته وحكمته وتكاتفه بالمرصاد لتلك التحديات رغم ذلك لازال هناك تساؤل يدور إلى أين تلك العناصر أن تتجه باليمن؟.