* فاجعة جديدة.. ومريعة مزقت القلوب، استشهاد عشرين جنديا في حضرموت جميعهم في ريعان الشباب وكل ذنوبهم أنهم يحملون هدية الأمن الذي لم يعد له أمان.
* وكالعادة في كل بيان نعي.. وبعد مراسيم الدفن.. فإن العناصر المتورطة في الجريمة الشنعاء لن تفلت من العقاب.
* سيطاردون ويحاسبون ويقدمون للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع والمنصف.. موسيقى عسكرية.. وتصفيق.
* وعبارات مثل هذه أضحت سامجة لا طعم لها.. ولا لون وكلاها خرط وهروب وضعف وعجز وتنصل عن شرف الواجب وأمانة المسؤولية.
* تكاد تصبح اليمن خالية من جنود الجيش وضباط الأمن ولم يقدم مجرم واحد لينال عقابه العادل.
* وهذه اللجان التي تشكل للتحقيق والتمحيق ماجدواها وما مصير سابقتها ولِمَ لا توفر مصروفاتها وتذهب لأسر الشهداء المستحقين.
* على من تضحكون.. قليل من الحياء.. والشجاعة وكثير من الجهد والمجازفة.. وهل بعد هذا من خزي وهوان.
* وفي الدول التي تحترم نفسها وتهاب مواطنيها لا يعاقب الموظف الصغير ولا الذي أصغر منه الكبار يدفعون ثمن تهاونهم وقيادتهم الفاشلة.
* ولا أحد يدري أمام كل ما يجري ماهي مهام المؤسسات الأمنية التي ترصد لها ميزانيات ضخمة وغير منظورة .
* أين دور الأمن الوقائي وما ذا يصنع المسؤولون في الأمن القومي والسياسي والاستخبارات العسكرية وهل للتنسيق رفيق.. وللتخدير طريق.
* أم أن هذه الأجهزة شاخت.. وتكلست فصارت مهمتها أن تحمي نفسها.. ولا شأن لها بما يجري من جرائم بشعة لا حدود لها ولا صاحب.
* كيف لنا أمام هول مايجري أن نحفز الشباب على الخدمة في الجيش.. والأمن وهم يشاهدون نشرات الأخبار كل مساء تنقل لهم ما تنقل من مآسٍ لا تتوقف وضحايا لا أحد يثأر لهم.
* في السويد إذا تعثر جندي مرور.. أو ضرب حارس منشأة فإن القضاء.. والصحافة والناخب يلومون ـ كبار ـ الدولة ويطالبونهم بالرحيل.
* وفي السويد أيضاً حيث يغيرون وزير الداخلية كل عام ووزير الدفاع كل أسبوع.. ينام المُقيل والمُقال بضمير مرتاح من المساء إلى الصباح.
* ويسأل أصدقاؤنا وأهلنا في (الصومال) لماذا يا أهل اليمن السعيد تحتلون المركز قبل الأخير في مؤشر السعادة في العالم وفق التقرير الدولي للأمم المتحدة.
* انظروا في كل بلدان الدنيا.. تزين النوافذ الخلفية للمنازل والسيارات.. بصور الفنانين.. ونجوم الرياضة.. والمناظر البديعة.. وباقات الورود.
* وعندنا.. تغطى سياراتنا.. ونوافذ منازلنا صور الشهداء.. شباب في أعمار الزهور.. هذا سقط في عمران.. وهذا رحل في حضرموت.. الفاتحة.. جزاكم الله خير.
* بجدارة واستهبال نحتل المركز الثاني في مؤشر ـ التعاسة ـ العالمي.. وما جوار الأخير في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
* والثالث والسبعين في جودة التغذية.. والرابع بعد المائة في حوادث المرور.. والواحد بعد الخمسين في تلوث المياه.. والعاشر بعد الألف في التمتع بمنافع الكهرباء.
* ولا أحد من المعنيين والمعينين يقرأ.. أو يتأمل.. أو يخجل.. استحوا ـ شويه ـ وارفعونا درجة أو درجتين من هذه المواقع الخلفية المخزية.
* كل ربوع.. وهو يوم لا يحبه أصحاب البلاد.. نبحث عن خبر حار أو نبأ سار نقابل به القراء الأعزاء فلا نجد غير بيانات النعي.. وصفحات التعازي.
* أمس طالعتنا الصحف بثلاث تعاز لرحيل ثلاثة من أنجب وأبرز رجالات اليمن.. الاقتصادي المؤسس طاهر رجب.. ورجل البر والإحسان طارق سنان أبو لحوم وفارس الأدب المرحوم عبدالله علوان.
* وفي بلد كثر حزنه.. وقل فرحه ليس أمامنا غير الدعاء.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.