ما الأخبار؟ وكيف الحال؟ هذا سؤال اجتماعي قديم، لكنه يلقى رواجاً وتداولاً هذه الأيام لدواعي الحال وتهاطل الأخبار؟.
كلما سألت صديقي الأثير عبر الهاتف .. ما الأخبار وكيف الحال، يرد بصوت خافت ومخنوق على غير ما يرام؟.
تبينت بعد طول وقت استعارته الذكية لحرف الغين وكنت أظنه يرد على غير ما يرام، وبعد تأمل ومعايشه وجدت العبارة الأولى أصدق في وصف الحال، وأذكى في نعت الإعلام والأخبار.
الأحزان تخيم في أرجاء الوطن .. والأخطار تقرع كل دار والأبرياء يتساقطون، في المراكز والكليات والشوارع والطرقات.
الدمار ظاهر مستفحل، والإرهاب يفاخر بما يقتل سماء مغبرة كئيبة، ملبدة بغيوم الفاجعة، وأرض جدباء تخضب بالدماء، رؤوس خاوية، وعقول ذاوية لا رحمة ولا حكمة .. لا بصر ولا بصيرة.
أخبار الاغتيالات، والانفجارات، صادمة طاغية وحوادث الاقتحام، والتخريب، والاختطاف تغطي الصحف من الغلاف إلى الغلاف.
وبرقيات التعازي والمآسي تصدم المشاهد المنحوس كل مساء، بكاء.. ورثاء وعويل وغثاء.
ويسألونا أحبتنا في الخارج، هل ما زلتم بخير وبدهشة العربي المغبون يتعجبون، أين الحكمة وأين الافئدة اللينة؟.
وعاد من تبقى من – الأعفاط – والمحارشين وتجار المقالب والمصائب، شرعوا في اشعال الحرائق، كعادتهم السقيمة لا ينام لهم جفن، ولا يستقر لهم ذهن إلا في غبار الحوادث والكوارث.
ينفخون الآن عود الثقاب المسموم، على مشارف النفط، والغاز، يريدون لليمن أن تشتعل حتى الرماد، يا إلهي يا جبار؟ لماذا يحقدون على وطنهم، واخوتهم وأنفسهم إلى هذه الدرجة القاتلة.
وعلى هامش ما يجري، يسأل المواطن المهموم الخائف المحتار، وله في السؤال حق وحاجة.
أين مؤسسات البلد الأمنية والاستخبارية؟
لماذا جلها يتفرج على ما يجري؟ وكأنه يحدث في بوركينافاسو؟ أليست هذه بلدكم يا حضرات .. وهل بعد هذا يجوز التخاذل، والصمت والتواكل.
تحركت الجبال من مواضعها، والخرائط من مضاجعها وهذه المؤسسات الاستخبارية على كثرتها وغزارة مصروفاتها، لم تكشف عن إرهابي، ولم تضبط مخرباً، يا له من بيات شتوي مريب؟
أمر محير ما الذي ينقص هذه المؤسسات لتقوم بشيء يسير من مهامها، وبها من الشباب المخلص والمؤهل والغيور عدد غير قليل.
هل هي مشكلة قيادة؟ أم قضية إرادة؟ أم أن هناك توجيهات أممية من بان كي مون وغيره ممن تعلمون أولا تعلمون؟.
ذات يوم ستسأل هذه الأجهزة عن تواكلها، وهروبها وتقصيرها.
والتواكل آفة مدمرة، ينخر في عظام الدولة فتتآكل، وتصاب بالشلل والكساح، فلا تقوى على حماية شعبها ولا حتى حماية ذاتها ورموزها المتهالكة.
كل يهرب من مسؤوليته، وكل يلوم الآخر بارعون في صناعة الأعذار، واختراع المبررات والأسباب، فاشلون في مواجهة التحديات والأخطار.
وأنظروا حولكم تجدون العجب، التواكل شعار المرحلة، ودستورها الخفي، نشيدها الرسمي وما دونه كلام بلا معنى .. وورق بلا جدوى.
كل يشكو، ويتذمر، يبكي ويتحسر، ولا أحد يدرك هول النتائج وتكلفة التواكل، انه غريم قاتل، وخصم نازل.
كفى الله اليمنيين شروره وأعراضه وأمراضه .
آخر السطور
للشاعر المبدع عبداللطيف الربيع
الإشارة حمرا
عند اليسار
وصفراء
عند اليمين
ابتسم واتجه صوب حزنك
هذا الطريق الوحيد المؤدي إليك