.. وهل كان اليمن بحاجة إلى جماعة "القاعدة" فوق تمرد الحوثيين ومظاهرات الحراكيين في جنوبه?
.. استيقظت "القاعدة" من نومها على ضجيج الحراك في الجنوب, وتحركت عناصرها الارهابية لاشغال الدولة اليمنية بتمرد الحوثيين في صعدة.لا علاقة تربط القاعدة بالحراك في الجنوب, ولا تفاهم او تناغم بينها وبين الحوثيين, فإذا تمكنت القاعدة من الوقوف على اقدامها, ورتبت تجنيد عناصرها, لانقضت اولا على الحراك الجنوبي وواصلت قتالها لسحق الحوثيين.
هكذا يبدو اليمن هذه الايام, فالعدو من امامه والبحر من خلفه, وليس له من بد إلا ان يقضي على تمرد الحوثيين بكسر شوكتهم واضعافهم واخراجهم من مخابئهم وتقديمهم للعدالة, اما الحراك في الجنوب فأمره أهون بكثير اذا تدخل العقلاء والحكماء من ابناء اليمن, واخذوا مطالبهم على محمل الجد هذه المرة.. لقد تجاوزت مطالب الحراك في الآونة الاخيرة الدعوة إلى اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية الى مطلب الانفصال ويا أهل الشمال اتركوا الجنوب لأهله!
.. ومطلب الانفصال مستحيل, والتمسك به يؤدي الى نتائج خطيرة, ويضع الجنوب على ابواب التقسيم والدويلات, لقد وقع الاخوان في الحراك الجنوبي في خطر جسيم, فهم يتصورون ان تحقيق الانفصال سيعيد الجنوب الى عهده السابق قبل الوحدة, وهذا امر مشكوك به, فالمحافظات الجنوبية ستقيم لها كيانات خاصة بها, وخصوصا ان الحراك الجنوبي في صورته الحالية بلا قيادات سياسية عليها القيمة, اما القيادات السياسية السابقة فلقد انتهى امرها وليس لها اي موقع او تأثير على ارض الواقع, ولا اعتقد ان هذا الجيل من ابناء الجنوب سوف يرضى بهم ليتولوا زمام امورهم, فحضرموت ستكون دولة مستقلة يحكمها الحضارمة, وكذلك الامر بالنسبة لبقية المحافظات الجنوبية مثل الضالع ولحج وأبين!
.. الحراك الجنوبي يحتاج الى »حراك« سريع من القيادة السياسية للاستماع الى مطالبهم وهي في اعتقادي مطالب عادلة, غفلت عنها صنعاء لسنوات مضت, وجعلت بعض المحافظات المهمة مثل عدن ولحج تحت رحمة نفر من المسؤولين تم تعيينهم من صنعاء, وهم على عدم دراية وكفاءة بأوضاع وأحوال ابناء الجنوب, وللأسف انهم تعاملوا مع عدن هذه المدينة التاريخية الباسلة وكأنها فرع عاد الى الأصل!
.. الكثير من ابناء الجنوب يشعرون بالقهر والاسى من ان أراضيهم قد توزعت كهبات لعدد من المسؤولين والمتنفذين الذين يجلسون على ابواب قصر الرئاسة في صنعاء, ورغم القرارات التي صدرت منذ سنوات باستعادة الاراضي الزراعية التي اممت في العهد التشطيري, لم تعد لأصحابها حتى الآن. فكل شيء يدار من صنعاء... حكم مركزي جعل من محافظات الجنوب تذوق أصناف العذاب والوان المشقة!
اليمن دولة عزيزة على قلوبنا, وهي ملك ابنائها الشرفاء والمخلصين.. وحان الوقت لكي نقف بجانبها ونقدم لها المساعدات لتقضي اولا على التمرد الحوثي الذي أصبح في النزع الاخير!
... الحديث لم ينته عند هذا الحد.. بل له بقايا كثيرة.
... فانتظروني!