قوة الدولة في قوة الجيش والأمن لأنها أدوات فرض الدستور والقانون الآزرة الكلية للشعب ومن أجل ذلك ينبغي إعطاء البعد الاستراتيجي لبناء الجيش والأمن أهمية بالغة لما يترتب على ذلك من المهام الوطنية الكبرى التي تقوم بها هذه المؤسسة الكبرى، ومن أهم مقومات البناء والتأهيل الإنسان الذي ينبغي أن ينشأ تنشئة خاصة بعيدة عن المؤثرات غير الوطنية، بمعنى ينبغي أن يكون الفرد على مستوى عالٍ من اللياقة البدنية والمظهر المتميز وأن يكون ولاؤه لله ثم لقدسية التراب الوطني وهذا الولاء المطلق لا يمكن أن تؤثر فيه أية ولاءات صغرى على الإطلاق.
أن تحريم الانتماء الحزبي في المؤسسة العسكرية والأمنية من أعظم عوامل إعداد القوات المسلحة والأمن بل ان العمل على متابعة المكونات البشرية التابعة لهذه المؤسسة ومنع الاختراقات الحزبية والولاءات الضيقة من قواعد الاعداد والبناء المقدسة في القوات المسلحة والأمن وقد أثبت تاريخ الامبراطوريات الكبرى التي أنشأها اليمنيون الأوائل إن المؤسسة العسكرية والأمنية لم تكن تعرف الولاء لغير قدسية التراب الوطني الأمر الذي مكّنها من القوة والتحكم والسيطرة وتأمين كيان الدولة.
إن المرحلة الراهنة أحوج ما تكون إلى هذا البناء الوطني الذي يجعل من المؤسسة العسكرية والأمنية القوة الضاربة لحماية سيادة الدولة وفرض هيبتها وسلطانها والمطلوب المضي في مسار الإعداد والتأهيل بما يحقق وحدة الولاء لقدسية تراب الوطن من أجل النهوض بالبناء والإعمار الذي يعيد لليمن مكانته المرموقة بإذن الله.