إذا كان الاصرار على الحياة من أجل تقديم المفيد النافع لأجيال المستقبل فإن المطلوب المزيد من ذلك الإصرار، أما إذا كان الاصرار من افساد الحياة وتدميرها من خلال الأفعال غير السليمة والتي لاتحقق فائدة لمستقبل الأجيال فإن الإصرار على ذلك الفعل باطل لأنه ضد النافع المفيد ويمنع خير الكافة ويميل إلى المنافع الشخصية وهنا الشاهد على البطلان، لأن ما يضر مستقبل الأجيال لايمكن الاصرار عليه مطلقاً.
إن المرحلة الراهنة هي مرحلة بناء الدستور وصناعته واتقانه، وعندما نقول بناء وصناعة فإنه يحتاج إلى أعلى الخبرات والمهارات والقدرات العلمية التي لاتتأثر بأية مؤثرات مطلقاً، والهم الوحيد لديهم هو رسم معالم مستقبل اليمن بصورة عامة لاتفكر في اتجاه حزبي معين ولامذهب محدد، ولا انتماء قبلي مفروض، ولامنطقة بعينها وإنما التفكير المطلق في مستقبل أجيال اليمن بكل مكوناته البشرية والجغرافية وكيفية بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة.
إن مرحلة بناء الدستور هي خلاصة الفكر الاستراتيجي لمستقبل اليمن، فما الذي يدور اليوم في الدهاليز؟ وهل القيادات العليا تدرك أهمية صناعة الدستور وتختار أعظم الكفاءات والخبرات والمهارات؟ أم إن دهاليز الظلام مازالت تخيم على الكافة ثم نفاجأ بلجنة توفيقية قد لاتخرج من تسلط القوى التقليدية التي لاتريد للشعب أن يمتلك السلطة ويمارسها.
إن صناعة الدستور عملية فنية لاينفذها إلا الخبراء الذين لايتأثرون إلا بشروط المهنة حرفية البناء ورسم ملامح المستقبل لليمن واليمنيين كافة، ولذلك نشدد القول ونكرر الاصرار على أهمية هذه المرحلة لتكون القيادات العليا على قدر كبير من المعرفة بأهمية بناء الدستور من أجل يمن واحد موحد قادر على حماية دولته وحماية مستقبلها بإذن الله.