|
|
|
|
|
واجب الدولة في عمران
بقلم/ كاتب/فتحي أبو النصر
نشر منذ: 10 سنوات و 4 أشهر و 13 يوماً الأربعاء 09 يوليو-تموز 2014 01:42 م
عشرات قتلى وجرحى في معارك عمران منذ أسابيع، و اللجنة الرئاسية تقول أن استهداف المدينة أو ترويع أهلها خط أحمر. الثابت أن هناك من يرى في السلاح عنصراً لترجيح قوته على الأرض فيتوسع بشكل هستيري لا متوقع ، غير أن ذلك سيقود إلى تعطيل العمل السياسي وتأجيج العصبويات المقيتة ، فيما تفاقم الأوضاع في عمران كارثي على أمن العاصمة تحديداً . وحيث يكاد الصراع العنيف هناك أن يأخذ طابعاً طائفياً حاداً وخطيراً على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي لا مجرد طابع قبلي أو سياسي فقط ،فإن من شأنه أن يقود إلى أزمة جديدة شديدة الحساسية في المشهد العام المتوتر منذ فترة على أكثر من مستوى . بمعنى آخر سجلوا عندكم: بعد القضية الجنوبية وقضية صعدة، قضية عمران. مع ان العزيزة نبيلة الزبير رئيسة فريق قضية صعدة في مؤتمر الحوار أوضحت لي أنه بحسب الطرح في الحوار الوطني فأن قضية صعدة نطاقها الجغرافي خمس محافظات: صعدة، حجة، الجوف، عمران، صنعاء.. عموماً لقد كان من الواضح أن انهيارات الهدنة المتكررة لوقف الاقتتالات في عمران غايتها تأزيم الصراع وتعقيده إلى أبعد الحدود فضلاً عن الاستخفاف بالدولة أكثر. لذلك يجب على الدولة ان تقوم بواجبها الوطني والإنساني تجاه مأساة عمران على نحو شديد الحسم والحزم والإرادة والعجالة حتى لا تتدهور الأوضاع إلى مالا يمكن تصوره ، وغني عن القول انه لا يمكن بناء الدولة اليمنية الجديدة في ظل انتشار الحروب واضمحلال فرص السلام خصوصاً بين أطراف شاركت في مؤتمر الحوار والتزمت بتعهدات يفترض عدم النكث بها حتى لا تفقد البلاد آخر الفرص ..يزداد الوضع سوءاً بالتأكيد في ظل عدم تمكين منظمات الإغاثة من الوصول الكامل إلى جميع المدنيين اللاجئين الذين يحتاجون إلى المساعدات. على أننا مع عودة السياسة إلى المشهد ونبذ الوعي الميليشياوي ، ولتكن السياسة هي ملاذنا الوحيد بدلاً من العنف وما يراكمه من حصيلة البؤس ليس إلا ، في حين يجمع كل اليمنيين الأسوياء على رفضهم لرغبة طرفي النزاع في فرض خياراتهما اللاعقلانية واللامسئولة. وبالمحصلة فإن للطائفية استفزازاتها الشريرة الفجة كما أنها تهدد مسارنا الديمقراطي الغض، خصوصاً أنها تقوم على الفهم المتشدد للأشياء بالذات الجانب الديني. ولعل من أسوأ ما يجعلها تنتشر هو التعليم العقائدي الجالب للضغائن لا للتسامح.. لا للاستغلال لا للانفتاح.. لا للوصاية لا للعقل. لا لاحتؤام الدولة لا لاحتقارها. إلا إن واجبنا جميعا هو ألا تتكرر مأساة الشعوب الأخرى لدينا.. من واجبنا وقف كل هذا العبث وعدم الانزلاق للعنف أكثر .. العنف الذي يراد لليمن أن تخوض فيه على نحو ممنهج كما هو واضح.
fathi_nasr@hotmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|