- * نشرت نيابة شمال الأمانة في الغراء الثورة عدد الأمس إعلانا مدفوع الأجر ، وجهت فيه النداء إلى من له علاقة بالجثث المجهولة المتواجدة بثلاجات مستشفيات الثورة والجمهوري والكويت.د / حسين العواضي -
* نشرت نيابة شمال الأمانة في الغراء الثورة عدد الأمس إعلانا مدفوع الأجر ، وجهت فيه النداء إلى من له علاقة بالجثث المجهولة المتواجدة بثلاجات مستشفيات الثورة والجمهوري والكويت.
* الإعلان القضائي نشر الأسماء لعدد (105) جثث وحدد مدة خمسة عشر يوماً قبل أن يتم الدفن بمعرفة النيابة العامة.
* هذا الرقم من ثلاثة مستشفيات لاغير، ولكم أن تتخيلوا ما تحويه ثلاجات مستشفيات حكومية وخاصة أخرى في العاصمة وحدها.
* وتبدو الأرقام مخيفة في ثلاجات وممرات مستشفيات عمران ، وشبوة، وسيئون ، ورداع وغيرها من مناطق المواجهات القاتلة الحمقاء بين الأخوة الأشقاء.
* وفي روايات أخرى أن مستشفيات عمران الآن تستغيث وأن الجثث مرمية في الشوارع .. وعلى قارعة الطريق في حرب قذرة لا فائز فيها ولا مهزم.
* الأرقام مفزعة واللجنة الأمنية لا تعلنها أولا تريد أن تعلنها، حتى لا يشمت بنا الأعداء .. ويطمعوا بنا بعد أن يعلموا أن اليمنيين في تناقص عظيم.
* تفتح الفيسبوك على الأحزان والتعازي، والقنوات الفضائية على بيانات النعي وبرقيات المواساة، تمر بالصالات فإذا بها مآتم بلا أفراح.
* وعلى زجاج السيارات يعلق العالم السوي المعافى صور نجوم الكرة ، والفنانين، وزجاج سياراتنا تغطيه صور الشهداء الشباب الذين رحلوا في عمر الزهور.
* انظر حولك من بين كل خمس سيارات ستجد صورة لفقيد وسطورا لعزيز رحل هذا العام أو الذي قبله والفاتحة جزاكم الله خير.
* يتساقط اليمنيون كأوراق الخريف الذابلة ، هنا ، وهناك شهداء بالعشرات ، وصار خبر موت شاب ما.. في خولان، أو شبوة، أو عمران أمر مألوف لا يحرك القلوب والنفوس.
* وبهذا المعدل اليومي (المفزع) لسقوط القتلى (الشهداء) وجلهم من الشباب ، فإنه بحلول عام 2022 تستضيف قطر بطولة كأس العالم، واليمن الميمون لن يشارك لأنه يصبح بلد خال من الشباب.
* والطامة الكبرى، أنهم يتقاسمون – الأموات – كلا له شهدائه، يمنحهم صكوك الجنة، وما عداهم من خصومة قتلى المعصية .. والخطيئة .. والعدوان الآثم.
* هذا شعب ( جاف ) لم يعد ينتج البن، ولا العنب والرمان، ولا المحبة، والتسامح.. والغفران.
* انه الآن يدخل موسوعة - جينيس – للأرقام القياسية من بابها الخلفي، بلقب أكثر شعوب العالم إنتاجاً للشهداء، حتى وليس له غريم خارجي، ولا قضية كبرى يموت أبناؤه في سبيلها.
* المقابر ضاقت، وثلاجات المستشفيات تصرخ، مقبرة الشهداء رقم (1) أقفلت.. ورقم (2) لم يعد بها موطئ قدم ورقم (3) يختلف أهل "الأختساس" أين يضعوا لها حجر الأساس.
* ولما كانت الدولة (الحنونة) تتكفل بصرف مرتبات أسر الشهداء، جميعهم، ومن كل الجبهات والاتجاهات فإنه عما قريب تصبح خزينة البنك المركزي خاوية ولا قدرة لوزارة المالية بصرف مرتبات الدولة الأحياء منهم والأموات.
* وقد نسبق الجزائر الشقيقة التي شرفتنا في بطولة كأس العالم، ليس في فن الكرة.. والعزيمة الرياضية والمثابرة، والتحدي، ولكن في لقب بلد المليون شهيد.
* اللقب الذي انتزعوه عن جدارة بمقارعة الاستعمار وتطهير بلادهم من رجسه، وغروره، وشتان بيننا وبين المذكورين في السطور أعلاه.
* يا ألطاف الله، لماذا كل هذا الحقد والكراهية؟ ولماذا هذه الحمم المدمرة، من البغضاء، والخصومة لماذا أصبح قتلنا لبعضنا متعة عند المجانين، والمتعصبين والعتاة السفاحين، وكأنهم يستمتعون بأهداف كأس العالم.
* لا حرمة لدماء المسلمين، ولا قدسية للشهر المبارك لا خوف.. ولا رحمة، ذهبت قيم الأخوة في الدين والدم والوطن.. أدراج الرياح العاتية.
* وأين العقلاء.. والعلماء، أين ذهبت الحكمة ورحل أصحاب القلوب اللينة والعقول الراجحة أين دفنت فضيلة التصالح والتسامح، وقيم الإيثار.. والعفو.. والمحبة.
* هذا أمر مرعب.. وخطر مذنب، وقوده شبابنا وثمنه ثروتنا.. وعاقبته ضعفنا.. وهواننا لا حاضر فيه.. ولا مستقبل له.
* اللهم ألطف بنا.. وزكنا عقولنا.. ولا حول ولا قوة الا بالله.. والله المستعان.