ترى لماذا كان أكثر المتشبثين بالوعي الإمامي في اليمن والمساندين له تاريخياً هم مما يوصوفون بـ”الأبناء “ بقايا الفرس ؟ 

بالطبع سينبري أحدهم ليصمّني بالعنصرية، وأقول ببساطة أن “الأبناء” حقيقة تاريخية .. فقط لنكن جميعاً مواطنين ، فاليمن وطن جميع من فيها بلا تمييز، ولتسقط امتيازات الاستعلاء اللا إنساني كما الاستغلال السياسي للدين بشكل خاص على أن كل شيء سيفنى وستبقى اليمن.. 

 تلك حتمية وتاريخ البلدان والشعوب ليس طارئاً.. لا عاصم للجميع سوى دولة المواطنة والقانون والمساواة ، ومثلما سقطت الاحتلالات والاستعمارات والحملات والغزوات الحبشية والفارسية والرومانية والبرتغالية والأيوبية والفاطمية والتركية والإنجليزية، ستسقط كل المشاريع الدخيلة والاستعلائية والمأزومة وستبقى القومية اليمنية عصيّة على الترويض والاستلاب والمحق. 

من جانب آخر حتى أصحاب الأصول اليمنية الذين سكنوا الشام والعراق ومصر والمغرب إلخ ، انصهروا بالشعوب هناك منذ قرون على نحو خلاق، بل كانوا أرومة تعمل على انبثاق جذوة تلك البلدان واحترامها، بينما لم يتعالوا على شعوبها أبداً كما يؤكد التاريخ، أو يقولون مثلاً بأن الولاية للبطن القحطاني المهاجر.. 

( أقول هذا تحديداً وأعرف أن هناك من لا يريد أن يفهم عمق حماقات الاستعلاء ومصائبها! )، وهكذا ، حتى حين قريش كانت تحارب قريش كان الآخرون كما يقول التاريخ هم من يدفعون الثمن ..ثم أن التاريخ يؤكد في هذا السياق على أن صراعات معاوية وعلي كم دمرت من البلدان والشعوب. 

وبالمحصلة : ترى متى سنفهم وقد وصلنا إلى هذا الزمن المتقدم في خضم تطورات ما بعد الألفية أن الخلافة والولاية للشعب وللشعب وحده؟ 

*** 

الخلاصة ؛سننجو رغم كل الخراب الملتمع في أعصابنا والجهات.. المهم فقط أن نتهكّم على كل مكائد الشر الذي في العالم ونعشق أكثر ونغني ونعوي ولانيأس في قدر الرحيل إلى أقاصي الحلم المواطناتي الجليل. 

fathi_nasr@hotmail.com