* يستأجر السياسيون الصحافة أو يشترونها .. لتخدم مصالحهم .. وتبررأطماعهم .. وتلمع وجوههم الكالحة ..
* يجدون في سوق – الخردة – عشرات –المتصيحفين– والدخلاء والشحاتين، الذين يبيعون أي شيء .. ويقبضون أي شيء يجنون الخزي، مقابل التنازل عن الضمير والأمانة.
* ومن ينظر إلى خارطة الصحافة .. ويتفقد شارع المطبوعات ودهاليز القنوات .. والمواقع .. والإذاعات .. يكتشف العجب .. ويصاب بالصداع والتعب.
* وأخطر ما في المشهد أن – الأعفاط – وحمران العيون الذين يملكون المال .. والسلاح .. والنفوذ، يسيطرون الآن على الإعلام: مقروءاً .. ومطبوعاً .. ومذاعاً.
* ولهذا تروق لهم الدعوات الساذجة .. والمقولة الباهتة .. يجب أن تكون حرية الإعلام مفتوحة وسقفها السماء.
* لا يا سادة .. الإعلام الذي نشاهده .. ونراه يحرض على البغضاء والكراهية .. ويروج للمناطقية والمذهبية .. ويقود الوطن إلى المجهول .. يجب أن تسن له تشريعات تلجمه .. وتحاسبه، وتحد من تهوره .. ونهمه .. وطيشه.
* هذه ليست صحافة إنها سخافة .. وليست مهنة إنها محنة، والمرض يستشري ويتوغل .. وتظهر أعراضه منذرة مغبرة .. في الصحافة الورقية والالكترونية وفي الاذاعات والقنوات .. عجزت المهنة امام هجمة – الجراد - من تطهير نفسها غرقت في وحل التعصب .. والتلفيق .. والتحيز، تنازلت مكرهة عن فضائل الحياد .. والموضوعية .. ونصر الحقيقة.
* وبلا حياء نرى الدخلاء على المهنة، يشوهونها يفبركون الأخبار ويلونونها، يحترفون التضليل .. هذه بضاعتهم البائرة والفاسدة .. لا يبيعون غيرها.
* سباق محموم وغبي لخداع القراء والمشاهدين والمستمعين موسم اللعب على عواطفهم، ولهفتهم في معرفة الأخبار ومتابعة الأحداث .. أين تختلط الاخبار بالشائعات.
* ولأن البلد يعاني .. وأهله في قلق وترقب .. والعالم الخارجي مهتم .. والإقليمي متفرج ومتشفي .. فإن للخبر قيمة .. ومتابعة .. وملاحقة .. وانتظار.
* انظروا كيف يتلاعبون بالمشاهدين .. بشريط الأخبار الأحمر .. وعاجل .. ومباشر .. ووردنا الآن.
* وحبال الكذب والتلفيق لها مصطلحات.. وعناوين: صرح مصدر فضل عدم ذكر اسمه"، "أعلن مصدر مسؤول" قال مصدر مقرب من فلان.. "أكد ناطق جماعة علان".
* وخلف هذه الألقاب التي ابتدعناها، لتبرير الكذب تغيب الحقيقة، لا أحد يحترمها ولا أحد يبحث عنها.
* ولذا فإن صحافتنا في جلها صحافة خبر سامج أو عمود مسروق أو مقالة باهتة، وهذه فنون صحفية، لكنها فنون العاجز والكسول.
* التحقيقات الصحفية ملح الصحافة.. ونبضها وجوهر رسالتها، ولها دون سواها تمنح الجوائز المهيبة.. والألقاب الرهيبة.
* أبحث في صحف الصباح.. والمساء.. وصحف أمس وغداً وصحف الحكومة.. والأهالي فلا تجد لها أثر إلا فيما ندر لأنها صحافة المجهود، والجد والبحث عن الحقيقة.
* ما نراه.. ونقرأه، خلط فاضح بين الخبر والرأي وبين الشخصي والعام.. والتجرد المهني لا أثر له تشم رائحة الخبر من مسافة، فتعرف مصدره وتدرك مغزاه..وتكتشف لونه وانحيازه.
* الصحافة الإلكترونية حكاية أخرى.. من التأليف والنقل.. واللطش.. والتخريف.
* والمواقع قل أن تجد بينها من يسعفك بخبر مؤكد صحته مضمونه.. ومصدره موثوق، وصياغته مهنيه محترمة.
* ولأن الأحزاب كسيحة ضعيفة، عاجزة، مترهلة يديرها كهول من زمن الديناصورات، فإنها تتبارى على المواقع الإلكترونية، وتحصي انتصاراتها الوهمية على محركات البحث.. ولكل منها جيش.. وإعلام وأنصار وأعوان كلهم يهربون إلى عالم خيالي افتراضي، يحتفلون بالانتصارات الزائفة.
* يقول خبراء الإعلام والصحافة أن الصحفي الذي يضلل أو يفبرك.. أو يغالط قراءه شخص غير مؤهل للعمل وأنه كالطبيب الفاسد الذي يتعمد إساءة معاملة مرضاه.
* مع الأسف عندنا من هذا الصنف كثر.. جنوا أرباحاً لكنهم لم يجنوا عزاً ولا شرفاً، وبعد أن كانت الصحافة مهنة القبض على الجمر صارت اليوم مهنة القبض على أشياء أخرى.