لقيت رسالة وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن أذنا واعية حيث بدأت التحركات لمواجهة العناصر الحوثية ومنع سيطرتها على المزيد من المدن اليمنية التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها ومنها محافظات مأرب والجوف والحديدة. لكن لسان حال اليمنيين يدعون أشقاءهم إلى سرعة التحرك لدعمهم ويرون أنهم مصدر الدعم الوحيد الذي يثقون به ويرفضون أي دعم آخر من دول عالمية تحمل أهدافا ومخططات تنال من أمن واستقرار المنطقة بكاملها، فدائما الدور الخليجي مطلوب في اليمن ويمثل شريان الأمل لكل اليمنيين.
لقد كانت تلك الرسالة التي حملت تهديدا صريحا لكل من يحمل أجندة خارجية إيرانية أو غيرها تهدف إلى تدمير اليمن أنهم لن يسمحوا بذلك ولن يقفوا مكتوفي الأيدي، فهي رسالة بحد ذاتها تحمل براهين عدة وتأكيدات بأن أمن اليمن هو امتداد لدول الخليج والعكس ولن يقفوا صامتين ومتفرجين عن ما يدور فالأيام لا تعود للوراء ولكننا ندركها قبل أن تدركنا ولذا فإن التحرك اليمني بات مطلوبا بما يواكب التحرك الخليجي الذي وصل إلى مرحلة ألا رجعة في إنهاء الاختلالات في اليمن وبناء يمن جديد كما خططت ووضعت أسسه المبادرة الخليجية التي تمثل خارطة طريق ومصدر نور وأمل لمختلف التوجهات السياسية في اليمن من أجل الوصول إلى دولة اليمن المأمولة التي يطالب بها الشعب ويحظون بدعم أشقائهم قبل السياسيين اليمنيين داخل البلد وهي دولة الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الآخرين وحق الجوار والشراكة والتعاون المثمر.
كانت إسهامات المبادرة الخليجية كبيرة من خلال القضاء على التمترس وانتشار المسلحين لكن محاولات بعض الأطراف السياسية التي وقفت إلى جانب الحوثي والتفت على تلك المبادرة لن تقف في وجه جهود دول الخليج في بناء يمن مستقر وآمن.