جريمتا ميدان التحرير وحضرموت صباح الخميس أكبر من أيّ إدانة .. ولن تكون الإدانات على الطريقة اليمنية حلاً. بالعكس, أصبحت جزءً من المشكلة إذا لمْ أقُل الجريمة! فمن السهل أن تدين جريمةً في اليمن وكما يفعل الكلُ كلّ يوم! لكنّ الصعب أن تحاسِب وتحاسَبْ! ما بالك أن تعاقِب وتعاقَبْ!
في غياب المسؤولية يحدث كل هذا الجنون! وأقصد بالمسؤولية ببساطة: أن يكون ضميرُك صاحيا وتتحمل مسؤولية ما حدث بشجاعة باعتبارك مسؤولا موظفا! ولأنك تظل أجيراً لدى الشعب حتى لو كنتَ رئيساً! وكما يحدث في العالم كله!
المشكلة في رأيي - وأقولها بكل تجرّد - أن الرئيس لا يُريد أن يتحمل مسؤولية ما يحدث منذ ما يزيد على السنتين والنصف. يريد أن يُشرف على التقاسم فحسب! كأن الدولة مجرد متقاسمين ولجان! وبعد سنتين كانت النتيجة أن الكل صار نسخةً من الرئيس! وزراء وأحزابا ومسؤولين.. لا أحد يشعر بمسؤوليته عن ما يحدث! كأنّ الجميع يشاهد فيلماً للتسلية! وليس دماء الشعب وحياته ومستقبله!
يا هؤلاء! تذكّروا أنكم أُجراء لدى الشعب ومِنْ أمواله تأكلون وتعيشون! فإمّا
أن تقوموا بعملكم كما يجب أو غادروا ! هل لا بُدّ أن ينقرض الشعب كله
كي تنتبه ضمائركم!؟