بالتأكيد على قدر سمو الأحلام نستطيع أن نقهر انحطاطات الواقع المأزوم دائماً؛ لكن في كل مرحلة يجب أن يتخلّق لدينا دافع غريزي لاحترام اليمن أكثر، واليمن هي هذا التنوّع الكبير على قاعدة الهويّة الوطنية الجامعة للشعب، كما من الضرورة إعادة الاعتبار إلى المهمل والمشوّه في التاريخ الثقافي والوجداني لليمنيين.
ذلك أن شكيمة اليمن تكمن في كونها المصب الجامع لكل هويّاتها الصغرى والقديمة وليس لها سوى أن تستمر حاضنة لكل طموحات أبنائها الأحرار.
وأما بحسب امارتيا سن؛ فإن التنمية هي عبارة عن مؤسّسات حرّة وإنسان متحرّر من الجهل والفقر والمرض؛ لذلك علينا دائماً بلورة موقف علمي من التغيير وبالمقابل العمل وفق الضمير اليمني لإنقاذ الرؤية الوطنية من غواية المأزومين والانفصاميين، فالعصابية لا تمنح وطناً يمكن الاعتزاز به.
ومن الخطأ مثلاً حرف الدين عن جانبه الروحي لتحويله إلى قوّة سياسية لصالح حفنة من الاستغلاليين؛ بل يبقى من الضروري الإدراك أننا دون تنشيط هذا المسعى التنويري المعتبر لا يمكن أن نصل أبداً إلى تحقيق حلم الدولة الوطنية الحديثة.
fathi_nasr@hotmail.com