«القاعدة» والحوثيون في اليمن و«داعش»، تنظيمات إرهابية تهدد أمن المنطقة ولا يمكن بأي حال من الأحوال التركيز على محاربة تنظيمي داعش والقاعدة فقط، وترك اليمن فريسة سهلة للحوثيين، الذين بدؤوا ينتهجون نفس أساليب التنظيمات الإرهابية الأخرى بالاستحواذ أولاً على الجغرافيا، ثم التمدد والعمل على التعبئة الشاملة لنشر أفكارهم المسمومة وسط الشباب للقيام بعمليات إجرامية.
سيطر الحوثيون على عمران، ثم حاصروا صنعاء، وفي جعبتهم رؤية أبعد وطموحات أكبر، فأسقطوا الرئاسة على مرأى من العالم دون أي تحرك دولي، فالتحالف الدولي الذي تكفل بمحاربة تنظيم داعش، عليه أن يضع في الحسبان هذا التنظيم الذي يريد ضرب وحدة اليمن لتحقيق مصالح ضيقة، ولابد الآن من توجيه كل الجهود لمحاربة هذا الخطر الذي يهدد ليس أمن اليمن فحسب، وإنما أمن المنطقة، حيث يسعى الحوثيون إلى تحويل اليمن إلى بلد مولد للعنف والإرهاب وتصديره إلى دول المنطقة.
رغم أن الإرهاب واحد، ويستهدف العباد والبلاد، إلا أن مجلس الأمن يغض النظر عن أعمال وتصرفات الحوثيين، حيث إنه يلجأ إلى العقوبات دون البحث عن حل صارم لردع تحركات المتمردين الذين استثمروا الوقت في تنفيذ مخططاتهم، بدءاً من اللعب على الوتر الحساس المتعلق بارتفاع أسعار الوقود...
حيث كسبوا دعماً شعبياً، تلته المطالبة بإقالة الحكومة، وتم العمل على الاستحواذ على النفط، فخطوة الاستيلاء على الرئاسة، وهي خطوة قد لا تكون الأخيرة، على اعتبار أنهم يخفون شيئاً أكبر، وهو ما يستدعي الحيطة واليقظة لتصرفاتهم، وعدم ترك اليمن في قبضتهم بل العمل بكل الوسائل لإنقاذ اليمن وإحباط كل خطواتهم الرامية لإدخال اليمن في حروب داخلية، وتمزيقها من خلال استنزاف موارد البلاد وضرب الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد.