بالعقلانية والاحتكام للعقل استطاع الكثيرون في كوكبنا الإنساني الصغير أن يحققوا ما لا يمكن إنجازه بيسر.. أو كان يعتبر في عداد المستحيلات لأنهم بذلوا الجهود المستطاعة وجندوا لذلك الأعمال الإنسانية الصالحة و الخلاقة.. والأفعال الإبداعية الفذة متحصنين بإيمانهم أولاً.. وسالكين سبل الحكمة وبقوة الإرادة الحرة والمستقلة.. والعزيمة الإنسانية الصلبة والمستقيمة التي لا يحيد بها الانحراف عن الخير والطريق الصواب بل ومن خلال التمسك بصدقهم مع أنفسهم وبجوهر ما يدعو إليه العقل.. وينتصر به في كل الأحوال والظروف والأوقات، وفي مقدمة ذلك إعطاء الإولوية للتغلّب على المخاطر الواضحة والمرئية قبل الوقوع فيها أو السقوط في الهاوية !!!
ولا شك أن ذلكم السبيل العقلاني هو قدر أولي الألباب في كل مكان وزمان وطريق فعالية وإنتاجية الحياة المحتكمة لصدق الإيمان والمستضيئة بأنوار الحكمة فهل هذا متاح في البلد الطيب وعند أهل الإيمان والحكمة ؟؟؟
لقد أعيانا البحث عن الجواب !!! وأرعبنا البحث عن العقلانية اليمنية المسيجة بالإيمان والمنتصرة بالحكمة!! ذلك أننا لم نجد في الأعمال والأفعال والتصرفات إلا كل مايناقض ذلك وينافيه وينفيه ?
ومن أجل العودة إلى الأصل والينابيع الصافية للعمل والفعل اخترنا الكتابة مجددا وبصورة مكررة عن العقل الذي نثق بأن كل إنسان حي يمتلكه مؤمنين أيضا بأن العقل هو الخير كله، وأن تعطيل العقل هو سبب الشر وكل البلاء ويشتد ذلك عندما يتوشح بتحكم النعرات والولاءات الضيقة وبالغرور والضغينة والأنانية والجهل والحقد والحسد والتي هي أخطر أدواء العقل الإنساني وأيسر أدوات الشيطان في تنفيذ مآربه عبر كل مراحل التاريخ البشري ..
ولا شك بأن أعظم ذخائر العقل وغذاء قوته هي المعرفة .. ذلك النور الساطع في قلب الإنسان والتي بها تتشكل يقظة ضميره الحي .. وتتكون إرادته الخيرة التي تقوده إلى الخير و إلى نصرة الحق .. والأعمال الصالحة والاعتصام بالصبر .. والتسلح بالإيمان الصحيح والخلق الكريم ومفتاحه الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان كما جاء في الحديث الصحيح.
ومن ينابيع العقل انبثقت العقلانية كخيار فلسفي .. وكمدرسة فكرية ونسق من النهج السياسي وكأسلوب حياة وطريق لمواجهة تحدياتها الكبيرة ومخاطرها التي قد لا تنتهي ولكن يتغلب عليها العقل وتنتصر عليها المعالجات العقلانية والتي نحن اليوم في أمس الحاجة إليها.. وأدعى لأن يتمسك بها كل ذوي العقول الواعية والمستنيرة !!
نعم، إن أعظم ما ميز الخالق عز وجل به الإنسان عن مخلوقاته كلها هو العقل، وليس مجرد استواء الخلقة في أحسن تقويم.. لأن العقل هو السر الأعظم في قوة الإنسان وعنوان اقتداره في مواجهة التحديات.. بل وفي صنع المعجزات.. وهو المحرك لكل عناصر حياته الفاعلة والمؤثرة والمثمرة سواء في النظر.. والتأمل والتفكير والتخيل.. والابتكار والإبرام واتخاذ القرار وترتيب الشواهد وتنظيم النتائج وخوض كل صور التطبيقات في كافة ميادين العمل والجهاد والإنتاج وإعمار الحياة، وخوض كل أشكال صراعات التدافع والبناء والإعمار حتى وصلت المسيرة البشرية إلى المستوى المعيش اليوم من التقدم الإنساني والرقي الحضاري،، وصارت شعوب وأمم في أعلى درجات الاستحقاق من ذلك، بينما تعطلت، بل وتخلفت شعوب وأمم أخرى برغم امتلاكها لكل المقومات والأسباب التي ينتصر بها العقل لأنها تخلت عن العقلانية.
ذلك إنه في ما يختاره العقل وتدل عليه البراهين يتحقق الفوز والنجاح !! وفي ما ترتضيه النفس تتوفر الطمأنينة وفيما يمليه الضمير يكون الرضى و بالإخلاص وإتقان العمل يفوز الانسان بالنجاة والخلاص!!!!
وبمقتضى الاحتكام للعقلانية والوثوق بالعقل ولما يمليه نقول لا وألف لا لعرقلة وتعطيل الجهود والمساعي المبذولة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية تحت خيمة العدالة التصالحية كما نقول في ذات الوقت نعم وألف نعم للدرب المفتوح على السلم والشراكة الوطنية والسعي من أجل تعزيز بنيان جسوره القوية وتقدم حركته في خدمة مصلحة الشعب والوطن وتحصينها بالمنجزات الإنمائية والوطنية والمكاسب الشعبية الديمقراطية الجديدة !!!
وقبل ذلك كله العمل على صون الأرواح وحقن الدماء والحفاظ على الممتلكات والمقدرات والإمكانيات وهي كلها مرتبطة حتما وفقها وعلما وعملا بالحرص على الالتزام بمقاصد الدين الحنيف وتوجه الجميع نحو تحقيق المصالحة الوطنية التي تعتبر الهدف الجوهري والاستراتيجي الأول لولوج تأريخ جديد للبلد الطيب الموعود بالخير والصلاح والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار
وفي ظل تثبيت بنيان المصالحة الوطنية يتوجب علينا العمل في هيئة فريق عمل وطني واحد في كافة حقول بناء السلم وإقامة الشراكة الوطنية حتى تزول كافة الآثار السلبية المتخلفة عن الفترات الماضية والقذف بها وراء ظهور اللحظة التأريخية الفاصلة والتي تدعو الجميع وتوجب عليهم في ذات الوقت التحصن بحسن الظن والامتثال لصفاء الرؤية والنفس ورصف الصفوف لمواجهة التحديات وصدق العزم على العمل من أجل المصلحة العليا باعتبارها الهدف الأسمى
وفي هذا الصدد لابد أن يحرص الجميع على احترام الوقت.. كأقدس وكأثمن ما يملكه الشعب وأثمن ما تستثمره العافية في العقل السليم والسلامة في الجسد الناضح بالقوة والروح البانية والمحققة للمنجزات والمكاسب المنتظرة من ما يمكن ان أسميه بالحركة اليمنية العقلانية المحصنة بالإيمان والحكمة بإذن الله وتوفيقه إنه نعم المولى ونعم النصير