|
|
|
|
|
هند الإرياني: سواق التاكسي التركي وأغنية حرب اليمن
بقلم/ كاتبة/هند الارياني
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 22 يوماً الجمعة 01 سبتمبر-أيلول 2017 06:03 م
من أين أنتِ؟
من اليمن.
يرد بإنجليزيته المكسرة "أوه ..يمن ..هل تعرفين الأغنية التركية التي تتحدث عن اليمن؟"
قلت له: "نعم، تقصد الأغنية الحزينة؟"
رد مبتسما: "نعم إنها عن الجنود الأتراك الذين ذهبوا لليمن ولم يعودوا".
هذا الحوار كثيرا ما يتكرر بيني وبين سائقي التاكسي في اسطنبول في كل مرة أفصح فيها عن اسم بلدي، ذكرى حزينة بالنسبة للشعب التركي لم ينسوها ليومنا هذا، ورغم وجود أغنية تركية أخرى عن البن اليمني تسمى "قهوة يمن" إلا أن الأغنية الحزينة هي الأكثر شهرة.
حكت لي والدتي كثيرا عن جنود مصر الذين قتلوا في اليمن، وكيف كانوا يتعرضون للغدر ويقتلون من قبل من يظنون أنهم يحاربون في صفهم، وكيف أن اليمن كانت أحد أسباب النكسة، وانطبع في ذهني فكرة أن اليمن بلد وعرة مثل جبالها كل من دخلها يخرج خاسراً أو هكذا تقول الأحداث.
لا أحد يستطيع فهم الوضع في اليمن فهو مشابه لجلسات مضغ القات التي تجعلك تظن بأنك تمتلك العالم في ساعات ثم تسقط في حالة كآبة شديدة في نهاية الجلسة... يجتمع فيها الأعداء ويضحكون ويتسامرون ثم يقتلون بعضهم في اليوم التالي... يقول لي الكثير من المهتمين باليمن بأنهم يعجزون عن فهم السياسة في اليمن. ليسوا هم فقط من لا يفهمون الوضع، الحقيقة أننا من اليمن ونعجز أحيانا عن فهم الوضع أو التكهن بما سيحدث، حتى أهم الساسة حالهم في كثير من الأحوال مثل حالنا؛ لذلك تصبح متابعة آراء المحللين السياسيين مجرد تضييع للوقت أو أشبه بقراءة الفنجان، مجرد تكهنات ومن وحي خيال المحلل.
الشيء الوحيد الأكيد والذي يجب أن نتفق عليه جميعاً هو وجوب توقف هذه الحرب، والاقتناع بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد ولن ينتصر فريقك أو الفريق الآخر، هذه ليست مباراة إنما موت ودمار... حرب يستنفع منها تجار الحروب من كافة الأطراف، لا نريد أن نفهم ماذا يحدث ما نريده هو أن نرى يمناً آمناً سعيدا..هذا ما أتمنى أن أراه وأنا على قيد الحياة. آمين وكل وعام وأنتم بخير.
هند الإرياني |
|
|
|
|
|
|
|