تمثل الأحداث التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء أمس والمتمثلة باستهداف السفارة البريطانية ومواطنين فرنسيين وبريطانيين جانباً أحادياً من المشهد اليمني المفتوح على جميع الاحتمالات فاليمن الذي خرج مؤخرا من حرب ضروس مع الحوثيين يواجه احتقانا سياسيا داخليا ودعوات للانفصال في الجنوب بات يخوض حربا مفتوحة ضد تنظيم القاعدة.
إن الشارع اليمني الذي اكتوى بويلات الحرب ويعاني الفقر والبطالة لا يزال يأمل ان ينجح الحوار الوطني الشامل الذي تمت الدعوة له في إنهاء الأزمة السياسية في البلاد والخروج من النفق المظلم الذي وقعت فيه.
إن اليمن الذي يواجه تحديات جمة على أكثر من صعيد يحتاج من الجميع في السلطة وفي المعارضة تقديم المصلحة الوطنية وإبداء حسن النوايا والبدء في إجراءات بناء الثقة لجمع شمل اليمنيين والتفرغ لخوض معركة البناء والتنمية التي لا يمكن ان تتحقق في ظل انعدام الأمن وفي ظل الشعور بعدم الاستقرار.
لقد أصبح ملحا اعتماد لغة الحوار للخروج من المشكلات التي تواجه البلاد واللجوء الى الخيار الديمقراطي الذي يسمح للجميع بالمشاركة في صنع القرار بوصفه الخيار الوحيد للتطور والتقدم والخروج من دوامة الأزمات التي تدفع البلاد نحو الفوضى.
لقد سبق للرئيس اليمني ان دعا في ذكرى انتهاء الحرب الأهلية الى ضرورة "التصدي بحزم لثقافة الكراهية والبغضاء والثقافة المناطقية والقروية والعشائرية وان تكون ثقافة الجميع هي ثقافة المحبة والإخاء، ثقافة الوحدة الوطنية والتسامح والبناء والتنمية " والشارع اليمني بلا شك ما زال ينتظر ان تتحول هذه الدعوة الى ممارسة يومية في اليمن تنهي الاحتقان السياسي وتوقف نزيف الدم.
إن الحفاظ على وحدة اليمن وبقائه واستمراره يتطلب تكريس النهج الديمقراطي في البلاد الخيار الوحيد للتطور والتقدم والخروج من دوامة الأزمات التي لا تنتهي.
كما ان الحفاظ على وحدة اليمن يتطلب من جميع أصدقائه تحقيق الوعود التي تقدموا بها والمتمثلة بتقديم الدعم المالي والاقتصادي والاستثماري ومساعدة اليمن في حل مشاكل الفقر والبطالة ودفع عجلة التنمية في البلاد وهي الوصفة السريعة لكي يستعيد اليمن عافيته.