يشهد شمال اليمن منذ نحو أسبوعين ما هو أشبه بحرب سابعة بين الجيش اليمني والمقاتلين الحوثيين في تهديد حقيقي للهدنة التي تم التوصل إليها في شهر فبراير من العام الجاري والتي أنهت سنوات طويلة من الحرب المتقطعة التي أدت الى تشريد ما يقارب الــ 350 الف مواطن يمني عن بيوتهم ومصالحهم.
الجديد في حرب صعدة في شمال اليمن دخول القبائل في هذه الحرب الأمر الذي يهدد ليس استقرار اليمن وأمنه فحسب بل يهدد النسيج الاجتماعي في البلاد الأمر الذي ستمتد آثاره على جميع مناحي الحياة لفترة طويلة من الزمن.
لقد وقع الطرفان على هدنة في شهر فبراير الماضي كان من المفترض ان تنتهي بالجلوس على طاولة الحوار الوطني لبحث المطالب الاجتماعية والاقتصادية للمتمردين الحوثيين في إطار الدولة اليمنية الواحدة التي يسود فيها حكم القانون ويطبق فيها على الجميع دون محاباة لأحد.
إن استيلاء المتمردين على مواقع الجيش اليمني في محافظة عمران يوم أمس وقتل واعتقال العديد من أفراد الجيش اليمني أمر لا يستقيم مع دعوات الهدوء والمصالحة والخروج من الفتنة والطائفية الى فضاء الوطن الواحد الذي يتسع للجميع.
آخر ما يحتاجه اليمن في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد حرب سابعة طاحنة بين الجيش اليمني والمقاتلين الحوثيين، إن على الطرفين الحكومة والحوثيين الالتقاء في منتصف الطريق وإيقاف الحرب والبدء في تطبيق "النقاط الست" التي أدت الى وقف المعارك بينهما في شهر فبراير الماضي حفاظا على وحدة اليمن والسعي لتكريس لغة الحوار كطريقة للخروج من المشكلات التي تواجه البلاد واللجوء الى الخيار الديمقراطي الذي يسمح للجميع بالمشاركة في صنع القرار بوصفه الخيار الوحيد للتطور والتقدم والخروج من دوامة الأزمات المتتابعة في اليمن التي تدفع البلاد نحو الغرق في مشاكل الفقر والجوع والبطالة وانعدام التنمية.