|
|
|
|
|
عن مأساة الحتارش
بقلم/ دكتور/عبدالعزيز المقالح
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 25 يوماً الثلاثاء 12 أكتوبر-تشرين الأول 2010 05:45 م
لا يمكن للعقل السليم أن يتقبل أو حتى يتصور أن مشكلة قطعة أرض تجعل القضاء الشرعي والوفاق التصالحي في حالة من العجز عن حلها لأكثر من ربع قرن ، وهذا ما حدث بالفعل في أرض لا تقع في المريخ أو في النجوم البعيدة ، وإنما بالقرب من العاصمة صنعاء . كان أحد المقاولين قد احتجزها وقام ببيعها لجمعية سكنية مؤلفة من صغار الموظفين الذين لا يعلم إلاَّ الله وحده كيف نجحوا في تدبير المبالغ التي استطاعوا بها شراء هذه الأرض على أمل أن يقوموا ببناء منازل أو أكواخ لتؤويهم وأولادهم . لكن أحلامهم تبددت وبدأوا يدخلون في نزاع مع المقاول ، والمقاول يدخل في نزاع مع أصحاب الأرض أو من يدّعون أنهم أصحابها . وهكذا أخذ النـزاع كل هذه السنوات الطوال بكل ما تخللها من شكاوى إلى أعلى المستويات وأدناها ، وما نتج عن ذلك من كتابات ومناشدات في الصحافة لو تجمّعت لشكّلت بيوتاً من الورق . اسم الأرض موضوع الحديث "الحتارش"، وكنت أقول لعدد من الأصدقاء أعضاء الجمعية المشاركين في شراء موقع قدم فيها ، ومن باب النصيحة لا السخرية ، أن يتجنبوا الاقتراب منها، فالاسم يوحي "بالتحارش أو التحرش" ، و"الحرشة" . وقد علّمنا ديننا الحنيف أن نتجنب الأسماء الصعبة لما تبعثه في النفس من نفور ، وتثيره من تشاؤم ، لكن أحداً من أولئك الأصدقاء لم يستجب للنصيحة، فطالت حسرتهم ودخلوا في حالة من النـزاع الطويل الذي لم يسفر عن نتيجة إيجابية حتى الآن، رغم وجود أحكام قضائية لصالح المشتركين . ومن المحزن أن بعض المشتركين في مشروع الأرض المشار إليها قد لقوا ربهم قبل أن يجدوا مكاناً أو قبراً فيها ، ومن يدري هل سيتمكن أبناؤهم من الفوز بتلك الأرض ولو بعد حين !! لقد تداول على رئاسة جمعية "الحتارش" أو "التحارش" أكثر من رئيس منتخب وغير منتخب ، وكان كل واحد منهم عندما يصل إلى الجدار المسدود يقدم استقالته ويمضي هارباً من المطالبات والأسئلة المكررة من المشاركين إلى أن وصلت الجمعية إلى حالة من عدم الفاعلية مع وجود رئيس لم يتسرب إليه اليأس، بعد أن بلغ اليأس بالجميع حداً أدركوا معه أن الحصول على قطعة أرض في القمر أو المريخ أو أي نجم آخر في السماء، أقرب لهم من الحصول على مثل هذه القطعة على الأرض، التي لا تبعد سوى بضع كيلو مترات من العاصمة التاريخية للوطن الموحد . وبدأ عدد من أعضاء الجمعية يعتقدون أن أخطر القضايا العالمية بما فيها قضية فلسطين وكشمير وقبرص والصحراء المغربية، أقرب إلى الحل من قضيتهم التي كان في مقدور مدير شرطة في أطراف العاصمة حلها ووضع حد لعذاب الأسر التي ضاقت بالمماطلة والوعود الكاذبة . إنني أجازف بطرح قضية الحتارش والحتارشيين في هذا المكان، لعلها تلفت أحداً من المسئولين الجادين فيسارع إلى حلها بالطريقة القضائية أو القانونية أو القبلية، أو بأية طريقة تضمن للمشتركين في الأرض حقهم بعد هذا الوقت الطويل . ولا شك في أن غياب القانون وعدم احترام القضاء والتطويل في التقاضي وراء تسعين في المائة مما تعاني منه البلاد من مشكلات . وأغلب الاختطافات ، وكثير من حالات التذمر تعود إلى عدم البت بين المتخاصمين وترحيل القضايا وتجميدها لسنوات، مما يفتح الباب واسعاً تجاه أصحاب القضايا لأن يأخذوا حقهم بأيديهم لا بالقانون أو بأحكام قضائية ناجزة . وبقاء مشكلة أرضية الحتارش دون حل لهذا الوقت الطويل وصمة عار وبرهان على وجود قوى نافذة من مصلحتها استمرار الفوضى واتساع دائرة التذمر والتشكيك في مقدرة القضاء، واستحالة قيام دولة للنظام والقانون. الشاعر عدنان حجر في ديوانه الأول : العنوان الذي اختاره الشاعر عدنان حجر لديوانه هو (الخطيئة الأولى.. القبلة الأولى) ، تسبقه مقدمة بديعة بقلم الشاعر نفسه ، يوجز فيها وجهة نظره في الشعر، من خلال ما يرسمه وعيه عن القصيدة بوصفها (رسالة وفن) كما يقول، وذلك يعني أنها ليست كلاماً جميلاً وحسب ، وليست خطاباً مباشراً فحسب، وإنما هي رؤية للحياة وللأشياء عبر صياغة فنية مرهفة . يضم الديوان ثلاثاً وعشرين قصيدة من الشعر الأجد، لا تخلو من شطح الفنان ومغامرة المبدع . تأملات شعرية : قد تنام العدالة يوماً وشهراً وعاماً وترحل مثخنة الروح من بلدٍ لبلدْ . بَيْدَ أن العدالة كالشمس مهما تغيب تظل تطارد أعداءَها من قديم الزمان وحتى الأبدْ |
|
|
|
|
|
|
|