بقلم /فاطمة البكيلي
ما أكده لنا «خليجي 20» أنه لا المكان ولا المال ولا الظروف ولا هذه كلها مجتمعة تصنع مجدًا.. إنه الإنسان وحده هو من يصنع مجدا.
أكد لنا خليجي «خليجي 20» أن اليمن بهكذا شعب وهكذا روح يومًا ما سيبلغ عنان المجد.
ما حدث كان الثورة بمعناها الإيجابي والانتفاضة الحرة التي كانت بمثابة الصفعة القوية في وجه كل المشككين والمنفرين، والرسالة التي تخبرنا أن اليمن السعيد برجاله ونسائه لا ترهبه أو تقوضه الظروف مهما بلغت قسوتها.. وهو قادم.. وقادم بقوة فانتظروه.
إن المتابع لـ«خليجي 20» كان يلمح في وجوه الحاضرين من أبناء اليمن مشاعر اختلط فيها الحس الوطني والرغبة في الحياة، وتمكن هذا المواطن البسيط أن يكون رافدًا داعمًا لإنجاح الدورة، ووضع بين أيدينا أجمل الصور عن حقيقة كونه إنسانا حضاريا يطمح أن يكون له دور فاعل في اتخاذ القرار والمشاركة في صنع دولة السلام ضمن منظومة هذا العالم المتخبط في دهاليز السلام، واكتشفنا مع مرور الأيام البعد الحكيم من «خليجي 20» والذي لخص لنا حقيقة أن اليمن دولة بناء توازن بهدوء شديد بين الهدف والطرق المؤدية إليه وعلى مدرجات التلاقي والتلاحم خلال الخمسة عشر يومًا اختصر التجمع الخليجي كثيرًا من جدل المؤتمرات واللقاءات في عبارة واحدة.. الوحدة خليجية بلا حدود أو قيود.. فهل وعينا الهدف والحكمة بمعناها الإنساني لا المادي؟.
لم نكن نتطلع عند متابعتنا للمباريات إلى تصميم الملعب أو التنظيمات، أو من هو الفريق الذي كسب المباراة ومن الخاسر، بل كنا ننتظر بفارغ الصبر الرسالة اليومية التي تنقلها لنا الشاشات، لنعيش معهم الفرحة التي أبهجت قلوبنا مثل ما كانت قلوبهم مبتهجة، فطبلنا معهم وغنينا معهم، بالرغم من خروج منتخب اليمن من الدورة باكرًا إلا أن هذا الحدث لم يطفئ تلك النفوس الحماس، فكان البذل والعطاء جنبًا إلى جنب في أعلى درجاته، مساندين مشجعين للفرق الرياضية جميعها دون استثناء وبنفس الروح التي ساندوا بها فريقهم، فهل نستطيع أن نتجرد من أهوائنا وتعصبنا الرياضي لنصل إلى هذا السمو من التواصل الإنساني؟
مرصد ..
«خليجي 20» وفي هذا الوقت بالذات.. حكمة وضربة معلم.. لا كلام ولا تعليق بعد ذلك.
ksa.watan@yahoo.com