نظراً للمستجدات والأحداث المتسارعة التي تمر بها المنطقة عموماً ، وبلادنا خصوصاً ، وما أحدثته من تصدعٍ على الجبهة الداخلية وتأرجحات للمواقف المتفاوتة على المستوى الخارجي ، وضبابية في التنبؤات المستقبلية والحركات الداخلية التي تعمل في مجملها بدون بوصله إرشادية مما يجر البلاد إلى المجهول متكئة في ذلك على قوى وعناصر انتهازية وصولية أصولية متشددة ومشيخية قبلية متعصبة في الأفكار والأفعال غير مدركةً ما تقدم عليه من تصرفات و العواقب السلبية جراء تلك التصرفات حتى أن تلك العناصر هي السبب في قطع المصالح الخدمية عن مجتمعاتها وتضر بمصالحها بنفسها سواءً كانت مدركةً لما تقوم به أو أنها غير مدركة لذلك،وأياً كان أطيافها فأنها تُعد العائق الأبرز لكل عوامل التطوير والتحديث لتنفيذ أجندة خارجية بمقابل و تعتاش على الرعية و نهب حقوقها واستخدامها وقوداً لمصالحها وشخوصها وهو ما جعل القبيلة في نظرهم جعبه سلاح أو كما يقول المثل الشعبي "بندق عدال" و تستخدم عادةً عند الحاجة فقط، وفي الوقت الذي أصبح الشيخ رقما في البورصة العالمية إلا انه ما زال على عادته القديمة في السيطرة الأبوية على الرعية وهو ما يجعل القبيلي (الرعوي ) أولى بالثورة والتحرير من هيمنة وتبعية الشيخ ، والتساؤل الذي يفرض نفسه بعد تحول الشيخ إلى مضارب في البورصات العالمية هو لماذا يحتفظ الشيخ بالقبيلي كمشروع موت من أجله فقط ، ولماذا يحرص على حرمانه من التعلم والاندماج في المجتمع؟!! أليس الأجدر يا دعاة المدنية وحقوق الإنسان أن يتحرر الإنسان من سيطرة الشيخ عليه أولاً؟ إن استناد قوى الماضي والعصبية صلاحياتها من أفكار متخلفة مسنودة من دعاة التكفير وعناصر الفساد والإفساد والثراء غير المشروع المدعمة بمال مذموم مدنس مدسوس من جراء العمالة والارتزاق خيانة للشعب والوطن الذي منحهم كل شي لكنهم خذلوه و رهنوه لأعدائه ، وكل هذا من أجل الوصول إلى السلطة بطريقه غير مشروعه وعداء سافر لسلطة النظام والقانون ، وما الدعوة لمجلس قبلي إلا تكريس لمفهوم العصبية والقبلية التي باتت تتلاشى في العقود الأخيرة إلا أن بقاياها تلقت دفعة جديدة لإنعاشها من جديد و في تصادم واضح لمفهوم الدولة المدنية التي يحلم بها الجميع ، وما الاعتداء على مؤسسات الدولة في الحصبة إلا دليلاً ناصعاً لتعصب قبلي متعجرف وحقد دفين ضد سلطة الدولة والمدنية وحقداً ينم عن أشخاص يحملون معدناً رخيصاً مدعوماً بغطاء إعلامي تحريضي مبتذل مبني على الكذب والافتراء والمال المشبوه لتنفيذ الأجندة الخارجية المفروضة عليهم.
منذ بداية الأزمة في عام 2006 م وإخواننا في المعارضة يحيكون المؤامرات والدسائس ويظهرون الحقد الذي يكنونه في صدورهم والذي تجلى في مخططاتهم التآمرية التي كان منها ما كشفته وثائق ويكيليكس عام 2011م وما جرى خلال الفترة الماضية من تهرب و رفض للانتخابات البرلمانية ، واشتراط تأجيلها إلى حين تشكيل لجان الحوار، وصولاً إلى رفض كل المبادرات والدعوات الصادقة ، بل ووصل بهم الأمر إلى رفض الاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه .
حاولوا التقليد وركوب موجة التغيير في المنطقة واستغلوا براءة وصفاء ومشاعر الشباب ،وتجاوب القيادة الصادق لتلبية مطالب الشباب و العمل على تحقيقها ، فما كان منهم إلا أن استولوا على مطالب الشباب الصادق مع الله والوطن ، وغرروا عليهم بمطالبهم الرخيصة الملبية لطموحاتهم الشخصية وكانت مبتغيا تهم هي الوصول إلى السلطة واحتواء ثورة الشباب التي ركبوها وأمسكوا بلجامها وفرضوا أجندتها واستولوا على ساحتها ومنصاتها واعتقلوا وضربوا شباب الثورة وشاباتها وأشاعوا فكرهم وفرضوا رؤاهم الحزبية وتحالفهم واستعانوا على الآخرين بفرقتهم وقبائلهم المتعصبة وفتاوى مشايخهم المتسيسه فأزمّوا البلاد فوق أزمتها، وتعمدوا إيقاف التنمية وإقلاق الأمن والسكينة العامة وتعطيل التعليم وتحويل ساحات الجامعات إلى ميادين لنشر أفكارهم الطائفية والجهل والفوضى والكراهية ضد أبناء الشعب ولم يكتفوا بذلك بل استعانوا بأباليسهم المأجورة للإفساد في الأرض وإشاعة الخوف وقطع البترول ومنع وصول الغاز والاعتداء على أبراج ومحطات الكهربا ليعاقبوا الناس جميعا جزاءاً وعقاباً لرفضهم مناصرتهم والسير في فلكهم ، وحللوا عقاب الشعب بسبب نصرة الشعب للحق والشرعية الدستورية ، فزين لهم الشيطان سوء أعمالهم و دفعهم إلى استهداف المقدسات الإسلامية مثل جامع النهدين ، ورمز السيادة دار الرئاسة ورمز الأمة ولي الأمر وأركان الدولة فهللوا وفرحوا وكبروا ونحروا الذبائح ، زاعمين بأن هذا من الإسلام وهو براء منهم ، ولكن الله فضحهم وكشف جريمتهم ومخططاتهم ومكروا وأحبط الله مكرهم ، وحفظ قائد الأمة ومن معه ، وندعوه سبحانه أن يرحم ويغفر لمن استشهدوا و يشفي من جرحوا وهم بين يديه وفي بيته خاشعين متضرعين عابدين عاكفين ساجدين .
ومع كل ذلك تراهم لم يتعظوا ولن يتعظوا ، فهاهو إعلامهم يكذب وهو يعلم انه يكذب ثم يستمر في كذبة ظنا منهم بأن الناس سيصدقونهم ،إلا أنهم لم يدركوا أن أكاذيبهم تجاوزها لواقع ليصبحوا في حيرة من أمرهم ، فالفضائح تتوالى والحقائق تتكشف ، فيصرون ، وفي نهاية المطاف ما كان منهم إلا إن نهروا الشباب وحملوهم الفشل وقلة البصيرة ، وقالوا لهم لقد تأخرتم سنقطع عنكم..... فقالوا ماذا نحن فاعلون ؟ قالوا ادعوا إلى التصعيد والحسم الثوري قبل رمضان لعل ذلك يحقق لكم ولو بعض مآربكم أو يخفف عنكم العذاب في الآخرة والخزي والعار في الدنيا وأمام شعبكم والله المستعان على ما تصفون .