منذ أولى أيام الانتفاضة الانقلابية للأحزاب المعارضة في اليمن والتي أفلست إفلاسا لا إفلاس بعده خلال سني تجربتها المعارضة في اليمن ولم تستطع هذه الأحزاب سواء كانت متفرقة أو بعد تآلفها واجتماعها تحت كتلة واحدة أن تقنع أكثر من خمس الشعب اليمني (22%) من تعداد اليمن البالغ أكثر من 25 مليون نسمة..
رغم أنها لعبت على جميع الأوراق وفشلت فشلا ذريعا في كل هذه الأوراق كون الشعب اليمني لم يقتنع بهم ولا بماضيهم ولا يحاضرهم ولا حتى بأفكارهم المستقبلية فاتجهت هذه الأحزاب وعلى رأسها (حزب الإصلاح) أو كما يسمى عالميا ( الأخوان) إلى ورقة أخرى أسموها زورا وبهتانا (ثورة) واستطاعت أن تجذب شباب من هنا وهناك إلى ساحاتهم ظاهرها الثورة وباطنها انقلاب ولهثُ خلف السلطة ولكن مكرهم الذي مكروه ليلا أفشله الله جل وعلا كونه سبحانه وتعالى خير الماكرين وهو من وراء الجميع محيط وغالب على أمره في كل الأمور فانتكسوا خلال أكثر من 6 أشهر في ساحاتهم..
فقد أداروا هذه المستوطنات الشبابية في الساحات اليمنية إدارة لا تقل مهارة عن إدارة اليهود لمستوطناتهم في القدس المحتلة فنصبوا الخيام في الساحات واستقطبوا الداعمين من الداخل والخارج خاصة ممن يبغض اليمن والعروبة والإسلام ووعدوهم بأن اليمن ستصبح في أقرب وقت إمارة تابعة لهم حتى لو كان الحاكم ذا جنسية يمنية.
وبعد أن باءت كل هذه المخططات بالفشل وأي فشل كان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أصفه في بضع أسطر فهذا الفشل يحتاج لمؤلف كي يؤلف كتاب يطلق عليه (( أفشل مخطط انقلابي في التاريخ لأغباء معارضة في التاريخ)) وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله وكانت في البداية تستقطب قلوب الشباب المسكين الطامح لحياة أفضل فوجدت زخما كثيرا وكبيرا فامتلأت ساحاتهم بها فكبرت هذه المعارضة في نفسها واغترت كثيرا فظنت ظنونا مضحكة أنها قاب قوسين أو أدنى من الكرسي فأنكسهم الله على رؤوسهم تباعا وتباعا وكل مرة يزدادون حنقا على هذا الشعب ويتخذون أعمالا أكثر تصعيديه ويسقط قناع من أقنعتهم ويظهر زيف من تزييفهم وتظهر حقد من أحقادهم وكل مرة ينسحب جزء من الشباب المغرر به ويدركون خطر هؤلاء الذين يتشدقون بالدين ويفترشونه ويعرضونه للبيع والشراء من يدفع أكثر يجد في الدين ما يسره أو بالأصح ما يتمناه وبلا حدود أو قيد أو شرط..
فأدرك هؤلاء الإنقلابيون متمثلين في حزب الإصلاح الأخوان أن الأمور بدأت تخرج من أيديهم وتخرج عن نطاق مخططهم وأن الفشل حليفهم كون الساحات لم يتبق فيها إلا القليل منهم بجانب فرقة الرقص والغناء بقيادة الراقص (دحابة) والكوميدي المضحك المهرج (الأضرعي) وخباز الفتاوى حسب الطلب والرغبة (العجوز الزنداني) وخطيبهم فصيح الأولين والآخرين (صادق الأحمر) وخيم أصبحت خالية على عروشها كأطلال قوم عاد وثمود لا ترى إلا مساكنهم فأصبح بنيانهم الذي بنوه ريبة في قلوبهم حتى تقطعت قلوبهم على ما خططوا له فبدئوا بخطط بديلة لابد أن تنفذ وتستمر وإلا فيا حسرتاه على ما أنفقنا ونافقنا وخططنا ونسقنا ووعدنا وواعدنا وعلى ما فرطنا في ديننا وظهرت حقائقنا على الملأ وأنكشف كل ما خبأنها تحت لحانا ودقوننا فاتخذوا من شبابهم المتحزب بديل للشباب العاقل الواعي الذي أدرك خطورتهم وأنسحب من ساحاتهم فأصبحت الساحة فيها من شباب الإصلاح خاصة وشباب المشترك وبنسبة تتجاوز ال100% في كل الأحوال..
ولم تعد لفكرة أو مسمى ثورة أي موقع من الإعراب الثوري أو التصحيحي فأصبحت الساحات الآن إصلاحية بحتة كي يعطوا لأعمالهم الانقلابية الدائمة الصفة الشرعية (حسب تأويلهم ورؤيتهم ) ويبقوا الوضع اليمني على ما هو عليه من تدهور ومآسي ومشاكل وغير ذلك فالزائر للساحات يجد أن الوجوه تغيرت تماما والكثافة قلت والشرعية الثورية اختفت وتلاشت ولم تعد إلا أماكن محشوة بكم هائل من الحنق والحقد والبغضاء تستشفها فيهم فالقلوب معفنة نتنة والعقول حاقدة باغضة ووجوههم عليها غبرة ترهقها قترة وأيضا كي تستمر أعمالهم العدائية العسكرية والمسلحة بحجة حمايتهم للمتظاهرين رغم أن المتظاهرين من المتحزبين أنفسهم ولتستمر حالة التمرد للفرقة الأولى بقيادة (اللواء علي محسن الأحمر) برؤية أنها لحمايتهم..
فالساحات اليمنية أؤكد للجميع أنها أصبحت خالية تماما من كل الشباب المستقل الباحث عن الحياة الكريمة كونه وجد مرارة في الحياة عند دخل هذه الساحات ولم يبق حاليا في هذه الساحات سوى شباب وشيبات ونساء وعجائز من الحزب الإصلاحي وشركائه يهدفون من خلاله للوصول إلى أهدافهم المضحكة المخزية ويحق للدولة الآن أن تتعامل مع هذه الأحداث كأنها أحداث انقلابية أو متمردة أو مقلقة للأمن والسكينة استنادا إلى أمر الله جل وعلا في هذا الخصوص {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }المائدة33 والشعب كل الشعب مع الدولة في هذا الشأن فالشعب اليمني أرهقته وأتعبته شهور من المعاناة فقد آن الوقت ليستريح ولو قليلا.