تابعت أمس الخطاب المتلفز لقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن صالح الأحمر وربما كان الخطاب الثاني أو الثالث أو الرابع .. لافرق.. وكثير مثلي تابعوه باستغراب شديد وهو يخاطب به الشعب اليمني, رغم أنه لم يكن موجها إلى الشعب اليمني بل كان موجها إلى شعب آخر وعالم آخر , كما فهمت من ذلك الخطاب وما تضمنه من مغالطات كثيرة لم يكن دافعه سوى فرصة أرد اللواء الأحمر من خلالها مجاراة محمد سالم باسندوة رئيس المجلس الوطني وصادق الأحمر في إلقاء الخطابات العيدية وإطلاق تصريحات كتقليد ساد الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة لتصوير نفسه بأنه رجل الثورة الأول وحامي الحمى وقائد الشباب وحاميهم والمدافع الأول عنهم وأنه هو من يقدم القرابين من جنود الفرقة لعيون " الثورة " و" الثوار " وأن لولاه لذهب أبناء محافظة أبين ولحج والضالع وعدن إلى الجحيم وربما سكان القرن الإفريقي بعدهم, ومن تابع ذلك الخطاب الذي لايمكن وصفه إلا بالعنتري في زمن لم يعد يقبل العنتريات ولايقبل بالخرافات وتسويق الأكاذيب والخزعبلات ومحاولة تزييف الوعي كان لي بعض الملاحظات والتساؤلات على ذلك الخطاب " الناري " والذي سريعا ما انطفأ لأن أحدا لم يستسغه وصار يشك في الدور الذي يلعبه هذا الرجل وضربه على وتر " الثورة " منذ انسلاخه عن جلد القوات المسلحة وتحويل نفسه وجنود الفرقة إلى أتباع لصادق الأحمر وإخوته في مقاطعة الحصبة ولطارق الفضلي وجماعته في زنجبار, وهناك أعرج على بعض المثالب في خطاب اللواء محسن :
المثلبة الأولى هي قوله أن اللواء 25 مكيانيكي محاصر في محافظة أبين من قبل عناصر القاعدة رغم أنه في خطاب سابق كان قد قال أن القاعدة ليست موجودة في أبين وإنما السلطة هي من دفعت بالقاعدة إلى هناك, وهنا أسأل اللواء علي محسن: ألست أنت من دفع بتلك المجاميع من عناصر القاعدة لمهاجمة مدينتي جعار وزنجبار والسيطرة عليهما وقبل ذلك فعلت نفس الشيء في مديريتي مودية ولودر وأمرت على تلك الجماعات صهرك الجهادي طارق الفضلي ثم تقول بعد ذلك أن اللواء 25 مكيانيكي محاصر,!فان كان محاصرا فأنت من حاصره والمسلحون الذين يقاتلون قوات الجيش والأمن في أبين أغلبهم تربوا وتدربوا على يدك وتاريخك في هذا المجال وارتباطك بالجماعات الإسلامية المتشددة والإخوان المسلمين على وجه الخصوص وتوجهك العقائدي المتطرف لم يكن وليد اليوم بل معروف عند الجميع منذ زمن, فهل آن لك أن تفك ذلك الحصار عن اللواء 25 وتطلب من صهرك إقناع جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى بذلك؟
ـ أما المثلبة الثانية التي تؤخذ عليك في خطابك فهي قولك أن 38 شهيدا من الفرقة و150 مصابا سقطوا و50 اختطفوا , وهنا اسأل وغيري سيسألك, أولا ما هي مقاييس الشهادة عندك؟ وهل قتل هؤلاء وهم يصدون عدوا جاء من خارج الحدود لغزو اليمن أم كانوا يحمون قافلة غذائية للنازحين من صعده أو أبين أم أنهم قتلوا على يد عصابة هاجمتهم وهم يحرسون ناقلات النفط وهي في طريقها للمواطنين أم قتلوا على يد جماعة إرهابية؟
والحقيقة التي تعرفها أنت وأنا وكل اليمنيين أن من قتلوا من الفرقة, إن كان هناك قتلى أو جرحى, كما تدعي فإن ساحات المعارك التي خاضوها معروفة وأولها مقاطعة الحصبة عندما قاتلوا مع بشمرجة أولاد الأحمر وما يزالون قوات شرطة النجدة وهاجموا كل المنشآت الحكومية بشكل عام وحولوها إلى أطلال ومتارس وثكنات وكأنها لاتقل عن جبال تورا بورا أو إحدى المناطق الساخنة في العراق أو الصومال, أما ساحة المعركة الثانية التي خاضها مجاهدو الفرقة فهي أرحب ونهم وقد خاضوا هناك ملاحم بطولية جنبا إلى جنب مع مجاهدي " القاعدة " وثوار الإصلاح البررة في الهجوم على معسكرات الحرس الجمهوري وقرى المنطقتين وتشريد سكانهما وقتل المئات منهم , وهو نفس المشهد الذي نشهده يتكرر يوميا في تعز ومناطق أخرى ونسمع عن جنود من الفرقة يقاتلون مع مسلحين من حزب الإصلاح أو ألقي القبض على بعضهم وهم يهاجمون نقاطا أمنية أو معسكرات أو مقرات حكومية, وكنت أتمنى لو أن اللواء علي محسن عندما أعلن انضمامه إلى " ثورة الشباب " لوكان صادقا أن ينضم وحده ولا يورط غيره في ذلك ويتسبب في إزهاق أرواح جنود من الفرقة أوهمهم أو ربما ضحك على بعضهم بأنه سينقلهم بما يفعل إلى جنة الفردوس الأعلى بإسقاط النظام , مع أنهم لاحول لهم ولاقوة , لأن الرجل تمكن من التغرير عليهم بحكم قيادته الطويلة للفرقة وادعائه الزهد والاستقامة والنزاهة ولو كانوا عرفوا حقيقته أصلا لما انجروا بعده..
وختاما أقول للواء علي محسن كان يمكن لك أن تضمن لنفسك مكانة مقبولة بين الناس لو أنك اتخذت طريقا غير هذا الطريق لأن لا " ثائر " يمكن إطلاقه عليك فيقبل ولا وطني يمكن تصنيفك به فيعقل ولا أي من التصنيفات الثورية التي يمكن إلصاقها بك, لأنك أصلا ثرت على نفسك ولم تثر على غيرك باعتبارك كنت واحدا من أقطاب الحكم في اليمن , فأثرت موجات وموجات من غبار التساؤلات حولك بدون داع فلا رضي بك أحد بين معشر الشباب المعتصمين ولا قبل بك الحوثيون ولاغيرهم وأحزاب اللقاء " المشترك " لن تكون مغفلة إلى ذلك الحد الذي تظنه بأن رئيس مجلسها الدوري قد يكون في يوم من الأيام قائدا عسكريا, وبذلك خسرت الجميع سلطة ومعارضة, فعلى الأقل كن صادقا في تصريحاتك وخطاباتك لتبقي لك شيئا من الاحترام لدى بعض الناس وخاصة عشية عيد الفطر لأن الغالبية الساحقة من اليمنيين باستثناء هذا المسكين كانوا وأنت تخطب مشغولين بمصاريف العيد وبدلات الجهال والأفضل لهم أنهم لم يسمعوك.