الخيانة فوق أن فاعلها ممقوت من الله ومن الخلق فإنها تذهب بنور المحيا وتملأ القلب والروح ظلمة لا يخرجها منهما إلا صدق التوبة والرجوع إلى الله .
و بهذه المناسبة فقد لاحظت أن بعض الشخصيات التي خدمت في نظام علي عبدالله صالح كانت تبدو مهابة ووصفت بالدهاء والحكمة بل والتدين طوال عقود وكانت صامتة ولا يدري الكثير ما وراء صمتها ولكن الكل كان يعلم أنها أركان أساسية في النظام خصوصا اللواء علي محسن الذي وصفه أحد قادة المؤتمر أنه كان يمار س مهامه كرئيس غير معلن .
ثم عندما ظهر في أكثر من ظهور بعد الفتنة بدا أنه متواضع الإمكانيات وضعيف الشخصية ودون ماكان يظهر فيه عند الناس فهل هو حقيقة كذلك ؟أم أن فقدانه لمكانته الحقيقية كركن في النظام ومعاون للرئيس الصالح قد افقده هيبته وشخصيته التي اكتسبها من خلال خدمة الرئيس وشرعية الحكم ؟
سنحاول هنا أن نعرض بعض وجهات النظر في هذا الصدد منطلقين من أن الرجل كان فيه فعلا مواصفات أهّلته ليكون ركنا أساسيا في النظام للفترة الماضية ولكن كثيرا من المستجدات أفقدته قوته حتى قبل أن يغادر النظام وأهم هذه العوامل هي .
- وقوعه ضحية خدعة من الشيخ الطامع في حكم اليمن وتصديقه لما كان يتم تسريبه حول تآمر الرئيس عليه وبدل أن يتبع أمر الله في التعامل مع تلك التسريبات " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين " نجده قدقبل الأمر كحقيقة وبدأ يتعامل معه بطريقة جعلته أصلا في الخيانة التي دفعت بالآلاف من الجند والمواطنين في صعدة إلى محرقة الموت عمدا و دفعت بعشرات الآلاف بل مئات الآلاف الى التشرد ودمرت القرى والمنشآت في حرب عبثية فتحت لها الخيانة المعسكرات للخارجين على النظام وقدمت الجيش قربانا لطالبي الحكم وكل هذه الحقائق لم تعد خافية على أحد بعد أن وردت حقائقها في وثائق ويكيلكس .
- إن محاولات الاستغلال لشخصه قد تمت المبالغة فيها من قبل الانقلابيين ولوأنه قرأ مانشر في الموضوع من وثائق ويكليكس لعلم أنه لم يكن ولن يكون مقبولا في أي موقع مهم في الحكم للبلاد من وجهات نظر اقرب الانقلابيين ولكنه أخلص في السير معهم تحت هذا الوهم وبدت تصرفاته لا فتة للنظر ومثيرة للسخرية كما رأينا ذلك في تعليقات رئيس الجمهورية صبيحة العيد .
- إن ماظهر عليه عبر أكثر من ظهور من تبريرات خيانية لخروجه و"العيب الأسود" كماعبرعنه شقيقه في وسطاء الصلح والتحامل على الحرس الجمهوري قد جعلته يظهر كشخص غير منصف وحاقد على من يدافع عن شرعية يعلمها كل الناس بعد أن خذلهاوخانها هو وأمثاله .
- تعامله مع لفيف من القوى والعناصر خصوصا أعداء الأمس بطريقة تبدو انتهازية أكثر منها تكتيكية مع انهم جميعا مجمعون على مايعتبرونه فساد ودموية اللواء ويطالبون بمحاكمته عاجلا أو آجلا.
- طريقة السلوك السابق والسطو على الممتلكات العامة كالأراضي والتصرف فيها و ممارسة النهب للميزاينة من خلال التجنيد الوهمي حيث أن عشرات الآلاف من المجندين لا يوجد منهم الا القليل والبقية يتم التصرف باعتماداتهم العينية والنقدية وحتى الأسلحة كل ذلك بغير رقيب ولا حسيب في مقابل القوات الذي هو غير راض عنها و التي لا يوجد فيها مثل هذا الفساد والتجنيد فيها كامل وحقيقي وإعداد وتزويد بكل الامكانات التدريبية والقتالية مماجعلها قوة مرعبة له ولسواه .
- محاولاته اليائسة تحقيق انتصارات عسكرية من خلال تفجير أكثر من جبهة والإضرار بجيش الدولة في كل من أرحب وأبين وتعز والجوف ومأرب ونهم أفقده صدق دعواه بأنه يحمي من أصبح هو يحتمي بهم .
- من أجل هذه وغيرها نرى أن الرجل صار غير قادر على التحكم بمساراته كما أن إخفاقاته بتحقيق ابسط نصر على قوة الحرس الجمهوري الحامية للشرعية قد افقدته هيبته ليس لدى الشعب اليمني وقواه فحسب بل ولدى القوى التي راهنت عليه من الداخل والخارج
- بعد كل هذا لا يستبعد البعض رجوعه إلى حياض الشرعية محتسبا ذلك عندالله فرجوعه في هذا الوقت ضرورة له فوق انها فضيلة
- ويبقى الحق حقا ولو خذله أصحابه والباطل باطلا ولو انتصر خصوصا وقد علم هو أنه لا توجد ثورة ولا سلمية بل تآمر انقلابي يغذيه الحقد ويراهن على قوى إقليمية وعالمية بدأت تستيقن أن الله أولا وشعب اليمن ثانيا أقدر وأقوى منهم أجمعين .
- نسال الله أن ينصر الحق ويخذل الباطل ويصلح من في صلاحه خير ويهلك من في هلاكه خير للإسلام والمسلمين إنه قوي قادر