ينتظر الشعب اليمني بفارغ الصبر موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لمعرفة النتائج الأولية ونسبة نجاحه ومواكبة اللحظة التاريخية الحاسمة التي سيتم فيها بدء مرحلة جديدة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي جمع كل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة على طاولة واحدة وطرحت فيه كافة القضايا الوطنية بلا استثناء وتميز عن الحوارات الوطنية السابقة بتزامنه مع ربيع الثورة السلمية في اليمن ومجيئه نتاجاً لموجة غضب ثوري وإجماع شعبي جماهيري وكذا بدعم ومشاركة وتأييد خليجي وعربي ودولي منقطع النظير. كونه يعد في نظر الجميع السبيل الوحيد لحل القضايا الوطنية وتجاوز تراكمات الماضي وبناء دولة مدنية يستظل تحتها الجميع في إطار شراكة وطنية فاعلة تقوم على أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية ويسود فيها النظام والقانون والعدالة الاجتماعية . البسطاء يتحدثون أو يتبادلون أطراف الكلام كل صباح ولسان حالهم يقول : نسأل الله أن يوفق المتحاورين لما فيه خير الوطن , يكفينا صراعاً يكفينا احتقانات وخلافات لاتسمن ولا تغني من جوع , إن شاء الله يتفقوا ويجنبوا البلاد شر الفرقة والانقسام , وحين تسأل بعضهم عن مخرجات الحوار يجيبك بعفوية إحنا مش فاهمين حاجة بالسياسة الذي بالحوار اخبر مننا , هم عارفون ايش المشاكل وداريين ايش الحلول.
يعملوا جهدهم والباقي على ربك . ما أجملها من عبارات تنم عن وعي وحكمة وعن مشاعر وطنية وطيبة شعبنا الأصيل .نحن بانتظار دستور جديد وانتخابات نزيهة تفرز برلماناً قوياً وبانتظار حكومة تستطيع مواجهة التحديات القادمة ورئيس قادم يقود الوطن إلى بر الأمان ويشعر الشعب اليمني انه الغيث الذي يروي ظمأ الانتظار وانه الحلم الذي انتظره اليمنيون بعد سنوات القحط والضياع ووصول البلاد إلى حافة الانهيار .
البسطاء أيضاً يتحدثون عن عدم استيعابهم لفكرة الأقاليم والفيدرالية ويحاولون فهم الآلية أو الطريقة التي ستحل بها القضايا الوطنية العالقة خاصة عندما يرون الصراع السياسي المحموم والمهاترات المثيرة للجدل في وسائل الإعلام المختلفة التي تديرها أطراف الصراع منذ انطلاق الثورة السلمية اغتناماً لفرصة الانفتاح الإعلامي الذي أتيح بفضل الربيع السلمي في اليمن . لكن وبالرغم من كل الاحباطات التي تخطر في البال عندما ننظر إلى الواقع الذي نعيشه يبقى الأمل قائماً في أن يتحلى المتحاورون بالحس الوطني ويغلبوا مصلحة الوطن على مصالح الأطراف التي يمثلونها والأمل أيضاً بأن تتضافر الجهود الرسمية والحزبية والشعبية والإعلامية ويتحد الجميع في خندق واحد لمواجهة كل من سيقف في طريق الوطن حجر عثرة أو يحاول عرقلة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
ليس مستحيلاً أن تنفذ كل أو معظم مخرجات الحوار إذا ما توفرت الإرادة القوية لدى القيادة السياسية وحكومة الوفاق والأحزاب والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وبالمقابل ينبغي أن تتوفر الإرادة الشعبية والجماهيرية الداعمة والمؤيدة لتنفيذ مخرجات الحوار والوقوف في وجه كل من يحاول عرقلة تنفيذ المخرجات أياً كان حزبه أو مكانته وأياً كانت قوته وسلاحه وأتباعه. إن توازن القوى الحاصل في مؤتمر الحوار سواء من حيث نسب التمثيل أو من حيث آلية اعتماد أو اتخاذ أي قرار يؤكد فعلاً رغبة الجميع في الوصول إلى الحلول الحقيقية لضمان مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة طالما والمصلحة ستعم كل أبناء اليمن، لذا فإنهم جميعاً بلا شك حريصون على تحقيق المصلحة العليا للوطن بصرف النظر عن تمني بعض الأطراف زوال بعضها أو سحقها كردة فعل لأي من التصرفات التي تمارسها بعض القوى لعرقلة مسار التغيير لكنها في نفس الوقت لا تستطيع تمرير مشروعها في الظاهر كون ذلك سيكون القشة الأخيرة التي ستقسم ظهرها وستفلس شعبياً وجماهيريا إذا ما أبدت نواياها السيئة وبناء على ذلك لا خوف من بعض المناورات أو المؤامرات وعلينا التركيز أكثر على الدور الذي ينبغي علينا فعله كل في موقعه وتخصصه ومجال عمله للدفع بعجلة الوطن إلى الأمام من خلال دعم وتأييد وإنجاح الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته الهامة جداً بالنسبة للوطن والمواطنين جميعاً .