نحن نعلم أن الثورة اليمنية الخالدة قامت من أجل الشعب وأهدافها من أجل الشعب، ومن ضمن ذلك التعليم المجاني أساسي، وثانوي، وجامعي، ومعاهد فنية، ومهنية، وحرفية، وكان الوضع كذلك.. فتحت الثورة المدارس وجلبت المدرس والمستلزمات المدرسية والكتاب المدرسي وكان التعليم إلزامياً ومن يكمل الدراسة الثانوية يٌرسل إلى الجامعات الشقيقة في مصر والكويت والعراق وسورية وإلى الجامعات الصديقة في الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية ورومانيا والتشيك والجزائر ولبنان والسعودية وغير هذه الدول من الأشقاء والأصدقاء وكل ذلك مجانا كهدف من أهداف الثورة اليمنية الخالدة كحق من حقوق الشعب على حكومة الثورة.
< ولأجل ذلك أيضاً عملت الدولة على فتح الكليات الجامعية والعسكرية في اليمن لاستيعاب أبناء الشعب دون تمييز أو تفريق ثم اتجهت حكومة الثورة إلى دول صديقة لإيجاد التعليم الفني والمهني من خلال إنشاء المعاهد والمدارس الفنية والمهنية، لكن ظل هذا الاتجاه محدوداً جداً ومدارسه جداً نادرة إلى حد لا تستوعب معه مخرجات التعليم الثانوي الراغبين الالتحاق بالتخصصات الفنية المهنية.. أيضاً يلاحظ أن التعليم العام لم يعد يستوعب من هم في سن التعليم مما أدى إلى انتشار المدارس الأهلية وهكذا الجامعات الأهلية، والمعاهد الأهلية.. وذلك لأن التعليم العام والجامعي وما بعد الثانوية الرسمي لم يعد يستوعب الطلاب لمواصلة تعليمهم العالي والمتوسط بعد الثانوية.
< ومنذ فترة ومع موجة عالم السوق وتخلي الدولة عن مسئوليتها وتوقف التوسع في التعليم الجامعي والفني والمهني إلى حد لم يعد يستوعب الطلاب حسب رغباتهم والتخصصات التي يريدون وبدأت عمليات امتحان قبول للتخلص من أكبر الأعداد المتقدمة ،فتصور أن يتقدم 300 طالب وطالبة في هذه الكلية أو تلك وينجح منهم خمسون والباقي 250 لا يقبلون وقس على ذلك بقية الكليات وهكذا في المعاهد وتم اختراع الموازي لكن بالدولار وفي السنة ما يعادل 1500 دولار ،وهكذا في المعاهد والجامعات الأهلية.. فمن أين سيأتي أبناء الطبقة المتوسطة بهذه المبالغ مما يجعل التعليم العالي حصراً على أبناء الطبقة الثرية التي تستحوذ على مقدرات وثروات البلد فقط.. وهذا يعد تفريطاً بحق معظم أبناء الشعب في التعليم ويتنافى مع أهداف ومبادئ الثورة اليمنية الخالدة ويعتبر خيانة للثورة وأهدافها.
< إن الدولة الجديدة التي ننتظرها.. هي الدولة التي تضمن التعليم بكل مراحله ودرجاته وأنواعه لكل أبناء الشعب سواء داخل الوطن أو خارجه فهذه المهمة هي مسئولية الدولة ،أي دولة ومن ثروات وموارد الشعب التي يجب أن تستعاد وتسخر لخدمة أبناء الشعب في التعليم والصحة ورفع مستوى الخدمات للشعب ،كل الشعب دون تمييز أو تفريق.