|
|
|
|
|
الترهيب بالإرهاب
بقلم/ كاتبة/حنان حسين
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 6 أيام الأحد 15 سبتمبر-أيلول 2013 07:09 ص
إن أحداث 11 من سبتمبر 2001 ومار افقها من تقرير محاربة الإرهاب في العالم متمثلاً بتنظيم القاعدة الذي أقدم على تلك العملية الإرهابية أعطى المبرر لحجج الغرب بمكافحة الإرهاب ومنذ ذلك الوقت وتنظيم القاعدة يستفحل ويتفرخ عنه تنظيمات إرهابية تحت مسميات عديدة، في حين يفترض تقليص وتحجيم القاعدة بعد إعلان محاربة الإرهاب إن لم يكن القضاء الحتمي عليها على اعتبار تضافر الجهود الغربية والعربية بالترغيب والترهيب. وها هي اليوم الدولة الأولى في مكافحة الإرهاب وهي أمريكا استطاعت وببراعة معتادة أن تجيير وتُحَول خطورة تنظيم القاعدة على العرب أنفسهم، فها نحن نذوق ويلات تنظيم لم يجلب للعرب والإسلام غير الدمار والتدخل في شؤون الدول بوقاحة حجج اسمها مكافحة الإرهاب، فأمريكا اليوم تصنع ربيعها العربي كما خططت له وتدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة بشتى الطرق لتصبح القاعدة في الربيع هي الدولة وهي الحكومة وبالتالي استطاعت أمريكا أن تدمر كل شيء بتوجيه عداء العدو نحو العرب أنفسهم، فلم تعد أمريكا ذلك العدو الذي كان قبل أحداث 11 من سبتمبر ولم تعد تلك الدولة التي يجب بل من المحتم جهادها وتدميرها وتوعدها بعمليات القاعدة، بل أصبح التنظيم حليفاً لأمريكا وسيفاً مسلطاً على العرب، ونجحت أمريكا في تجنيد القاعدة لصالح خدماتها وتفريخ عناصر وتنظيمات عديدة لمسناها في فترة الربيع وكلها تصب في قالب واحد ،هكذا سارت اللعبة واستُغفلت كثير من العقول واستقطبت إليها كثير من الأفراد مستغلة غرس قيم دينية مغلوطة بصنع دروع بشرية جهادية وتدميرية ومؤخراً ثورية، لا تطيح بالغرب ومنشآته بل بالعرب أنفسهم، مستهدفة أهم مكون للدول وهو القوى البشرية. أصبحت القاعدة اليوم حليفاً أكثر ثقة ووداً لأمريكا من بريطانيا بل ومن إسرائيل نفسها، أموال طائلة تمنح لتدمر شعوبنا ودولنا وتقتل وتخرب من أجل الوصول إلى الحكم، وبالتالي لن يكون أمام أمريكا مجهود بعد الآن فقد تحققت النتيجة، ولم نعد نسمع بتفجيرات واغتيالات وتدمير منشآت إلى آخر تلك العمليات إلا في وطننا العربي، هكذا تحول مجرى القاعدة الحليفة لأمريكا والغرب ولم تعد شعارات الإسلام والدين وتعاليمه تُفرض على مجتمع غربي وتهدده كما كان يظهر، ربما الآن أصبحت أمريكا والغرب محميين من القاعدة بل من المؤكد ذلك، وهذا الربيع يشهد على ذلك، نلاحظ في الدول العربية من يقوم بالثورات ضد الأنظمة غالباً إن لم يكن دائماً من قبل جماعات متشددة ومتطرفة والاختلاف في وقت ركوب الموجة والصعود لتلك الثورات الغريبة، طبعاً أمريكا تساند وتمنح وتؤازر تنظيمات طالما كانت إرهابية ولكن طالما والمصلحة تتحقق ودون بذل إمكانيات والزج بجنودها للدول العربية فالتحالف مع القاعدة هو الطريق الأقصر والأقل تكلفة والأوفر جهداً، لهذا نرى اليوم الجماعات التي صعدت البعض أنظمة دول الربيع العربي كلها من الجماعات الإرهابية.
|
|
|
|
|
|
|
|