مازال غارقا تحت وطأة الذكرى التي كانت ، يهدهد أحلامه بأنها كانت يوما هواه ، يلملم مشاعره الحزينة تحت زخات المطر ، يحكي عن خطوات العمر التي كانت تتبخترها على نبضات قلبه ، عن هوى كان وهما بين جراح الماضي وشقاء الحاضر ....
لياليه التي أجدبت وهو بعيد عنها، يعتقد أنها كانت وارفة بظلالها ، وهم الحب أنساه أنها كانت ترى فيه مهدئا لوجع كان يؤلم قلبها ... ترزح وطأته على قلبها كلما رأت تلك العينين تخدعانها ، تغيب في ليل عينيها ، وتسهر في عيون أخريات ....كانت تلك هي ...ولكنه عاش سابحا في خيال هواها المتناقض
ومازال بعد سنين عجاف يبكيها ، وهو كما هو بشعره المبعثر ، وقميصه الذي كانت تكرهه مازال يرتديه من دون كي ، وعطره الرخيص الذي يزكم الأنوف مازال هو المفضل لديه، والأدهى من ذلك أنه مازال مترددا ، يتمتم بكلمات ماضيه،
ما زال كما هو ويعتقد أنها ترتقب حضوره وتسمع لأغانيه المفضلة ، وتستمتع لرؤيته يهرول إليها بأغنية حب جديدة ...
لا شيء وجدته في عينيه سوى وهم يقتات قلبه ، أشفقت عليه ، وتمنيت أن أراه مرة واحدة من دون أن أجدها على شفتيه .
(2)صمت
غرقا كثيرا في صمت الكلمات ، رحلا إلى عالم من الذكريات ، تراتبت الأيام وهما على شاكلة الوهم يلتقيان .
على أي لحنِ تُراها تعزف ، وقد غرق كلاهما في دوامة الشك ، ورحل بعيدا إلى حيث ماضيه الغامض ، وصباه البائس ؟
( 3) وردة
انتظرت العيد لتهديه وردة على شاكلة قلبها ، لكنه كان أسرع إليها بشوك الحياة .