الإجراءات الأمريكية التي أعلن عنها أخيرا وتتضمن منع ركاب الطائرات المسافرة إلى أمريكا من التوجه إلى دورات المياه قبل ساعة من الهبوط أو التدثر بالبطانيات أو معرفة أين موقعهم في الهواء، هي إجراءات سخيفة تمس حقوقا أصيلة للإنسان الذي يتشدقون بأنهم حملة راية حقوقه وهي تدل على حالة يأس من الواقع الذي يجعلهم دائما خلف الإرهاب بخطوة بدلا من أن يكونوا أمامه!!
أمريكا بكل جبروت أجهزتها الاستخباراتية والأمنية في حالة عجز عن استباق خطوات الإرهاب وقراءة قدراته على تطوير أدواته وهي تواجه ذلك بسياسة العقاب الجماعي لشعوب تعاني من الإرهاب أكثر مما يعانيه الشعب الأمريكي، فكل إنسان ينتمي لقائمة الدول الخاضعة للإجراءات الجديدة اليوم هو إرهابي حتى يثبت العكس!!
وإذا كان الأمريكيون يبدون اليوم خشيتهم من تجنيد «القاعدة» مواطنين غربيين ببشرة بيضاء و عيون زرقاء لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالحهم، فإنهم سيجدون أنفسهم في النهاية ينظرون بعين الريبة لكل إنسان على وجه الأرض و لن يكون أمامهم غير التحصن خلف حدودهم والانعزال عن العالم وعندها أيضا سيكتشفون أن الإرهاب الذي لا هوية له ولا جنسية قد يضربهم من بين أضلعهم!!
لن يفاجئني أن تكون الخطوة المقبلة للإجراءات الأمنية الأمريكية للمسافرين إلى أمريكا هي أن يصعد الركاب إلى الطائرات عراة، ولن أستبعد أن تكون الخطوة التي تليها هي تشريح الركاب قبل صعودهم إلى الطائرات!!
*نقلا عن "عكاظ" السعودية.