بدون مقدمات طللية ومحسنات بديعية وبيان مسبوك ومترادفات مراوغة تحمل أكثر من تفسير وتأويل بإختصار الجرعة نفذت ولسنا ضدها وقد قيل إنها كانت ضرورية قبل انهيار اقتصاد البلاد، لكنها جاءت لسحق الغلابى وأصحاب تحت أكثر من ما هم مسحوقين بعد أن فقدوا أحزابهم التي تدافع عنهم وقياداتهم ومناضليهم وفقدوا حتى شعارات ثوراتهم التي قاموا بها من ثورة 17 فبراير 1948م مروراً بثورة الـ26 سبتمبر 62 وثورة 14 أكتوبر 63 وانتصارات ملحمة السبعين يوماً ووهج تحقيق الوحدة كثورة ثالثة بعد أن تحولت الى وحدة حرب وأخيراً ثورة فبراير 2001.
لسنا هنا في وارد نقد الثورة ولسنا في وارد ذكر وبيان انتكاسات أحلام اليمنيين وما تعرضت له ثوراتهم وقاداتهم ومناضلوهم وأحزابهم المتعددة التي حملت همومهم وما أشبه الليلة بالبارحة وللتذكير فقط فمنذ قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 62 واليمنيون البسطاء والغلابى ينتظرون ويحلمون بتحقيق أحلامهم وهي بسيطة وجود دولة تنصفهم وتوزع الظلم بينهم وبين “ المتنفذين و القطط السمان وأصحاب الكروش والعروش والقصور والرتب والنياشين “ بالعدل .
ليس في بلادنا اليمن لا شيء يسير على طبيعته بل في كثير من البلدان ولا نطالب بالعدل والمساوأة بمثالية وإنما بإقل القليل الفرق بيننا وبين كل دول المنطقة ولست مبالغاً عندما أقول كل دول المنطقة بل وكل دول العالم أننا في بلد كل شيء فيه خاضع للعبث والتشويه والنهب والسرقة أقول كل شيء وليس الجانب الاقتصادي بمعزل عن السياسي والاجتماعي والثقافي فكلهم في النهب والسرقات والعبث والتحايل ينهلون من منبع واحد غياب حاجة اسمها «دولة ونظام وقانون» وإن وجدت الدولة والقانون فليس إلا على رأس «الغلابى والضعفاء والمساكين».
ومعاناة الغلابى والمتعبين الفقراء والبسطاء متعددة فقط حتى لا يدفع الغلابى والبسطاء والمتعبون من أبناء الشعب وحدهم فاتورة تحرير أسعار النفط نطالب وبصوت مرتفع جداً تقديم برنامج اصلاحات شامل يتضمن :
- اتخاذ إجراءات سريعة وضامنة لتنفيذها لإيقاف الموازنات والصرف للبترول والديزل واعتمادات المعسكرات الوهمية والمرافقين “ للقطط السمان ومراكز النفوذ واصحاب الكروش والعروش والرتب والنياشين والأولاد والأبناء والأقرباء والمقربين “ الناهبون بطرق متعددة أموال وثروات الشعب “ وهم معروفون لدى الجميع وصرفياتهم من البترول والديزل والمرتبات الوهمية تقدر بمليارات الدولارات سنويا ناهيك عما يسمى موازنة مصلحة شئون القبائل والتي تقدر (حوالي ثلاثة مليارات ريال سنوياً ،حوالي 135 مليون دولار ) إضافة الى النهب والاحتيال على معاشات الضمان الاجتماعي.
- اتخاذ إجراءات سريعة وضامنة لتنفيذها حول ما يسمى شركات الأولاد والأبناء والأقرباء والمقربين النفطية وغيرها وما اكثرها وقصصها تزكم الأنوف وأرباحها بمليارات الدولارات وبرضى وتنسيق مع الشركات النفطية نفسها «وفي فمي ماء«.
- اتخاذ إجراءات صارمة حول المهربيين للبترول والديزل وهم كبار القوم عسكريين ومدنيين ومعروفون للقاصي والداني وكشفهم للشعب وماذا كانوا يجنون من فوائد وارباح طائلة من ممارسة التهريب ولماذا لا يذكرون بالاسم ما المانع للتخفيف من وقع رفع المشتقات لدى الناس
- اتخاذ إجراءات قوية وضامنة تنفيذها للحد من الفساد في تحصيل ما يخص الدولة من ايرادات وإصلاح نظام الأوعية الإيرادية وضد موضوع الجمارك والضرائب.
- إصلاح النظام المالي وخاصة ما يسمى بأبواب الموازنة والحد من القربة المقطوعة حول ما يسمى نفقات التشغيل وابواب المشتريات والنفقات والاستثمارات والبناء والصيانة وقصص الهبر في هذه الجوانب
- تحديد الحد الأدنى للأجور – أي رفع مرتبات الموظفين – ليس بنسبة واحدة للكبار والصغار وإنما بنسب تزيد فيما يتعلق بمرتبات صغار الموظفين.
- تطبيق وأقول تطبيق نظام البصمة بشكل عاجل في المجالين العسكري والأمني وتصحيح نظام البصمة واستكماله في المجال المدني بعد أن استطاع نظام الفساد اليمني التحايل عليه واسألوا وزير الخدمة المدنية وخبراءها.
وختاماً : قائمة برنامج إصلاح شامل طويلة والمطلوب أن تبدأ الحكومة والدولة بإصلاحات مؤلمة من فوق الى تحت .. الآن بعد اقرار الجرعة مباشرة لتحميل أعباء الجرعة الجميع في هذه البلاد وخاصة “ القطط السمان واصحاب الكروش والعروش والقصوروالرتب والنياشين” وهم معروفون لدى الجميع فحرام أن يتحمل الغلابى والمستضعفون والفقراء وذوو الدخل المحدود فقط كوارث رفع المشتقات النفطية أقول الآن .. الآن وليس غداً.
aldowsh_4@hotmail.com