الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2024آخر تحديث : 09:29 صباحاً
انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار .... افتتاح المرحلة الثالثة لتوسعة مركز الاختبارات الإلكتروني بجامعة صنعاء بتمويل يمن موبايل .... الضريب يتلف محاصيل المزارعين بذمار .... مقتل شاب علي يد ابية طعنا بالسكين في يافع .... وفاة شاب يمني عطشا وهو في طريقه الى السعودية .... 1500ريال سعر الكيلو الموز بعدن .... رجل بقتل شقيقه في الضالع .... اقدام امرأة على الانتحار بلحج تعرف على السبب .... وفاة عامل صرف صحي في عدن ....
دكتور/د.صادق القاضي
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.صادق القاضي
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.صادق القاضي
التديُّن والحياة «بالأرقام»
حروب، وأديان .. ومصالح
التجربة الإيرانية
الحرب على الإرهاب.. من عقل المتديّن إلى خصر الانتحاري

بحث

  
بدلاً عن النّواح v
بقلم/ دكتور/د.صادق القاضي
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 7 أيام
الخميس 14 أغسطس-آب 2014 06:15 ص



في العصر العباسي كان النواح فنّاً، وكان في كل مدينة عربية فِرقٌ من النائحات، دمشق بالذات اشتهرت ببراعة النائحات وفخامة المناحات، ومناسبتها لكل طبقة، كانت النائحة تُستأجَر بعدّة دراهم لتبكي وتصرخ وتملأ الدنيا عويلاً على الميت الذي لا تعرفه، أما إذا زادت على ذلك، فشقّت ثيابها، وحثّت الرمل على رأسها؛ فأجرها يرتفع إلى الضعف، كان بعضهن يتقلبن في التراب ويحاولن قذف أنفسهن في ضريح الميت، وهؤلاء يتسلّمن ثلاثة أضعاف الأجر..!!. 
هذا يعني أن النواح حرفة عربية قديمة، وأن العرب بارعون في تقمُّص الحزن والتظاهر بالبكاء، دون أن يعني هذا حُكماً أو تعميماً من أيّ نوع، فهم كغيرهم يبكون ويحزنون بصدق ومرارة حقيقية لمصائبهم ومصائب الآخرين. 
لكن النواح حتى في أعلى درجاته صدقاً وإخلاصاً، لا يعيد القتيل، ولا يردع القاتل، وبالمناسبة يعرّف علماء الجريمة أن المجرم يتلذّذ بألم الأهل على فقيدهم، ويطرب لأصوات النواح ومشاهد البكاء والمآتم الحافلة، إنه يعتبرها بمثابة مكافأة معنوية مناسبة لجريمته..!!. 
- هل يعني هذا أن الشعب اليمني، أو غيره من الشعوب الإسلامية المبتلاة بالإرهاب، بدموعهم ونواحهم على أبنائهم وأحبائهم الذين يسقطون في عمليات إرهابية - يكافئون في كل مرّة الأيادي الإرهابية التي ذبحتهم كالنعاج بلا رحمة وبدرجة عالية من السادية والبشاعة..؟!. 
في الواقع نعم، الإرهابيون أنفسهم يصوّرون أغلب جرائمهم بمشاهدها البشعة، ويتيحونها للإعلام ليشعروا بتلك النشوة الهمجية لردود الأفعال النازفة من قبل الشعب، هذا الشعب المقصود بالإرهاب، هو «عدو الله وعدوّهم» كما يزعمون. 
لم تكن جريمة «القاعدة» في حضرموت هي الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، سيستمر مسلسل الذبح وتتواصل العمليات الإرهابية طالما أن المجرمين يُكافَأون في كل مرة بما يريدون، مجرد الحزن والغضب والصراخ والاستنكار لن يوقف هذا الجنون.. تعالوا نبدأ بفعل شيء مختلف، ونتجاوز الانفعال إلى الفعل، أبناؤنا عُرضة دائمة لأن يصبحوا إما إرهابيين أو ضحايا للإرهاب، وفي الحالتين هم ضحايا للفكر المتطرّف الذي استحوذ على الدين، وزجّهم في المشهد المرعب بين جناة وضحايا. 
لا شيء يمكن أن يوقف الإرهاب غير تجفيف منابعه ومجابهته حيث الأوكار والمرجعيات والأصول، هناك في الجامعة والجامع والصحيفة والتلفزيون والانترنت، حيث الخطاب المتطرّف يحاول بكل إمكاناته استقطاب الشباب وإقناعهم أن العنف من الدين، والقتل من الله، والجريمة جهاد مقدّس..!!. 
الإرهاب قبل كل شيء فكر، والفكرة الإرهابية أخطر من كل الإرهابيين، ومن كل السموم التي ابتكرتها الطبيعة والأسلحة التي اخترعها البشر. 

sadikalkadi@gmail.com
تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
كاتب/فتحي أبو النصر
ردم الهوّة بين الشارع والفن
كاتب/فتحي أبو النصر
صحافي/احمد غراب
جامعة عين فلس ..!!
صحافي/احمد غراب
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
ما أحوجنا لمضاعفة جهود التوعية والإرشاد
الاستاذ/حسن أحمد اللوزي -
كاتب مصطفى راجح/مصطفى راجح
فصل في الجحيم
كاتب مصطفى راجح/مصطفى راجح
كاتبة/نادية عبدالعزيز السقاف
اليمن مسئولية الجميع
كاتبة/نادية عبدالعزيز السقاف
صحافي/علي ناجي الرعوي
هل وصلت خناجر (داعش) إلى اليمن؟
صحافي/علي ناجي الرعوي
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.052 ثانية