ما معيار التديُّن، وكيف يمكن قياس نسبة التديُّن في مجتمع ما، وما علاقة نسبة تديُّن هذا المجتمع بجوانب الحياة المختلفة لديه..؟!.
أسئلة صعبة، بقدر صعوبة إخضاع الأمور العقائدية إلى معطيات مادية قابلة للإحصاء، والخروج بأحكام قطعية موضوعية بناء عليها.
ومع ذلك حاول معهد جلوب الأمريكي مؤخراً المجازفة من خلال استطلاع استمر ثلاث سنوات، وشمل عيّنات من 143 بلداً وإقليماً حول العالم، تضمُّ العيّنة ألف شخص (فوق سن 18) في كل دولة، سئلوا - على اختلاف أديانهم - عمّا إذا ما كان الدين جزءاً مهماً من حياتهم اليومية أم لا..؟!.
دار هامش الخطأ في الاستطلاع حول 4 %، واستخدمت المقابلات الهاتفية، واللقاءات الشخصية كوسيلة لتواصل الباحثين مع مفردات العيّنة.
وظهرت النتائج حافلة بالمفارقات من حيث مناقضتها غالباً للتوقعات والانطباعات العادية، وإثارتها لكثير من علامات التعجُّب والقضايا الجدلية حول علاقة التديُّن بمختلف جوانب الحياة المعاصرة، ومن ذلك نسبة التديُّن بين الشعوب العربية التي أظهر الاستطلاع أنها أكثر شعوب العالم تديّناً، في جانب دول إسلامية ومسيحية قليلة، كالتالي:
الشعب المصري أكثر شعوب العالم تديّناً بنسبة 100 %، يليه الشعب البنغلاديشي بنسبة 99 %، ثم المغربي بنسبة 98 %، وهي نفس نسبة التديُّن في كل من اندونيسيا وجيبوتي والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى جمهورية الكونغو المسيحية.
sadikalkadi@gmail.com