الجريمة البشعة والشنيعة التي ارتكبها أعداء اليمن واليمنيين جميعاً بحق كوكبة من منتسبي القوات المسلّحة وفصولها الأليمة قوبلت بتذمّر وغضب شديدين عمّا كل الوطنيين كونها بطريقتها وأسلوبها الإجرامي الغادر والجبان والفاقد لكل جزء من الذرة الإنسانية قد أماطت اللثام عن الوجه القبيح لمنفذيها وكشفت مدى حقدهم وولوغهم في الإجرام بأشنع فصوله.. كما أفضت إلى تجرّدهم من الأخلاق والقيم التي يمقتها مجتمعنا اليمني العربي المسلم.
إن تلك الجريمة التي استهدفت 14جندياً لا يمكن ببشاعتها أن تُزال من ذاكرة اليمنيين الأليمة.. كيف لا وقد استهدفت أبرياء وغدرت بهم في السبيل الذي إن فقد الأمان فُقدت الحياة المستقرة.. وهي بذات القدر الذي استفزت به مشاعر اليمنيين ولبّدت صفاء فرحتهم بعيد الفطر السعيد فإنها وبدون شك تفرض على كل اليمنيين أن يستنهضوا مواقفهم بالثبات إلى جانب أولئك الأبطال في القوات المسلّحة والأمن الذين يقدمون التضحيات الجسيمة، من أجل خير ورخاء الوطن ومن أجل اجتثاث كل بؤر الإجرام التي لا تستهدف فئة أو جماعة أو مؤسسة عسكرية وأمنية وإنما تستهدف بإجرامها وعدائها المشين اليمن الأرض والإنسان.. وهي في ذات الوقت تدق ناقوس الخطر أمام كل الجهات المعنية بأن تعد عدتها وأن تضرب بيد من حديد كل أوكار أولئك المجرمين القتلة أعداء الإنسانية.. وتحذّرهم أن لا مهادنة ولا تراجع عن خيار اجتثاثهم أينما كانوا وجعلهم عبرة بالحسم لمن حاول أو يحاول النيل من أمن واستقرار الوطن والمواطن.
جريمة استهداف حماة الوطن وجنوده الأشاوس يجب أن لا تمر دون عقاب، ومطلوب من المؤسستين العسكرية والأمنية أن ترفعا درجة جاهزيتهما إلى ما هو مطلوب ومفروض عليهما حتى تعيدا للوطن وأبنائه ماهو مسلوب جرّاء أفعال وتصرفات تلك الجماعات التي لا تمتلك ذرة من ضمير.. والاقتصاص منها لما أقدمت عليه من شنيع الأفعال ولما ألحقته من أضرار بالاستقرار والسلم الاجتماعي.. ولما تسبّبت به من حالات الهلع والخوف في الطريق والسبيل العام.. وعلى كافة أبناء شعبنا الوطنيين أن يدركوا أن لا أحد مستثنى من مخطط المجرمين والقتلة أعداء الأمة والوطن.. ولابد أن يبلغ وعي المواطن بخطورة تلك الجماعات ليكون عوناً وسنداً للقوات المسلحة والأمن في توجهها لاستئصال شأفة الإجرام ووأدها في جحورها وتجفيف منابع دعمها بكافة الطرق واعتبار من يهادنها أو يتعاطف معها خائناً لأمته ووطنه.. إن العصابات الإجرامية والحاقدة على الوطن وأبنائه بفعلها الإجرامي ضد الجنود الأبرياء في حضرموت قد أكدت أن الإرهاب الذي يضرب هنا وهناك ويستهدف كل الوطن لا فكر ولا دين ولا وطن له.. وصار آفة لابد من أن تتضافر كافة الجهود لاستئصاله.. ولابد هنا من إعلان حالة التأهّب إلى الدرجة القصوى لدى كل اليمنيين.. فالإعلاميون والوعّاظ والمرشدون وأئمة المساجد وكل المؤسسات التوعوية والدعوية وعلماء الدين والأدباء والكتّاب ورجّالات التربية والتعليم وكل صاحب رأي أو فكر سليم.. وكل منظمات المجتمع المدني وووإلخ.. الكل مدعوٌّ اليوم لاستشعار جحم خطر الإرهاب والإرهابيين ولابد من حالة نفير في أوساط الأمة لتكون وجهة الجميع هي القضاء على الإرهاب واستئصال شأفة الإرهابيين ووأدهم قبل أن يستفحل خطرهم ويقع الفأس على الرأس.. وحينها لا ينفع الندم، فالإرهاب القاتل أولى بعدائنا له ومحاربة كل منتسبيه.. فالإرهاب وحشٌ كاسرٌ وقاتلٌ ياهؤلاء.