لا أود الخوض في الجزئيات أو التفاصيل وسأطرح في هذا الإطار قضية حياتية هامة يتخوف الملايين من أبناء محافظة تعز من هروب السلطات المركزية والمحلية من إيجاد الحلول اللازمة لها ألا وهي قضية نضوب آبار ومصادر تمويل تعز لمياه الشرب.. قبل عام أو عامين أو ثلاثة أو أكثر توالت المواعيد عن حلول لمشروع مياه شرب مدينة تعز وأذكر هنا أنه وقبل ما يزيد عن عشرة أعوام كان هناك مبلغ من المال مخصّص لمشروع مياه مدينة تعز وبتمويل دولي وقد حال حينها موقف أحد الوجهاء أو القيادات القبلية من تنفيذه لدرجة أن الجهة الدولية اضطرت في الأخير إلى إلغاء العقد أو سحب الاعتماد الذي كان مقرراً لتعزيز موارد مياه الشرب لتعز من المناطق أو المحافظات المجاورة وهكذا أعود لسابق الوعود التي كلها أو معظمها كانت ترحّل إلى العام التالي .
قبل رمضان من هذا العام أو ربما خلال شهر رمضان لفتت نظري تصريحات لقيادات في السلطة المركزية أو المحلية أن البدء بتنفيذ مشروع تحلية المياه لحل جزء من معاناة سكان تعز من قلة المياه سيتم عقب رمضان وها نحن نقترب من نهاية شهر شوال والسؤال المبكر في هذا الإطار هو متى بالتحديد!! هل سيبقى الوعد بالتنفيذ مفتوحاً في رمضان القادم ونعلّق عليه الوعد من جديد؟.
مشكلة مياه تعز يُخشى أن تتوطد دائرة الاستعصاء على الحل وبتفاقم المشكلة ربما قد تقود إلى كارثة حياتية وبيئية، فالتوسع العمراني المتسارع الوتيرة، والانفجار السكاني الذي تشكوه تعز واستمرار استنزاف ما هو متاح من موارد للمياه هذه كل مؤشرات تدق ناقوس الخطر في آذان المعنيين بشأن وهموم وحياة أبناء تعز من السلطتين المحلية والمركزية، وللتذكير هنا فإن الوقاية خير من العلاج وأن الحلول الآنية والمستقبلية لأزمة أو مشكلة المياه في تعز صارت ضرورة حياتية وأولوية قصوى خاصة مع تزايد الرقعة الزراعية لشجرة آفة القات التي يشير المختصون والباحثون إلى أنها من الأسباب الأساسية لنضوب المخزون المائي على مستوى الجمهورية بصورة عامة وعلى تعز بصورة خاصة.
إن دق ناقوس الخطر في وجه قيادات الدولة والجهات ذات العلاقة بتأمين حاجيات سكان مدينة تعز من المياه صار من الواجبات، فالماء أساس الحياة وبدونه تذبل وتموت الكائنات الحية، فهل ندرك ذلك؟.
قد يقول البعض إن هذا تحريض أو تناول غير معقول لدى البعض وغير مقبول لدى غيرهم ومع ذلك أؤكد أن الاعتصامات والتظاهرات والضحايا والتضحيات التي قدمتها الحالمة تعز من أجل المطالبة بتغيير النظام السابق لم تكن بذات الضرورة التي تستدعيها قضية أزمة المياه التي مرت عليها عشرات السنين وهي عصية على الحل نتمنى أن يأتي جواب السلطات المعنية، محلية أو مركزية لتضع النقاط على الحروف وتحدد ساعة الصفر لبدء تنفيذ مشروع تحلية مياه تعز عبر مدينة المخا أو ما هو البديل، فها نحن في نهاية موسم الأمطار ولا مؤشر على أن المياه الجوفية بخير.
ملاحظة هامة..
أحياء في تعز تصلها المياه بعد أكثر من شهر ونصف وليوم أو يومين وبصورة متقطعة، فبالله عليكم شهر ونصف من يوفر خلالها مياه الشرب للناس خاصة وأن الويت الماء قد تجاوز الخمسة آلاف ريال ومن للغلابى والمساكين؟.. أفتونا رحمكم الله. والساكت عن الحق كما يُقال في الأثر شيطان أخرس.