مع رحيل عام 2014 وولوج عام 2015م كيف تبدو أحوال الوطن ومن ثم أحوال الناس..؟! سؤال تفرضه حقائق ووقائع عشناها بكل صبر وجلد.. رغم إفرازاتها السلبية التي طغت على كل جميل في الحياة فألحقت بمنظومتها شللاً لا يمكن معالجته إلا بإدراك مخاطر الواقع وتداعياته.. ومن ثم التحلي بالحكمة اليمانية الوسيلة التي بدونها نفقد برمجيات و أولويات الحلول لتجاوز الواقع.
وقبل أن نستحضر الحكمة لا بد من ردالاعتبار لها أولاً من حيث الوقوف بمصداقية إزاء مراجعة كل منا لكشف حساباته وتقييم جانبي الإيجاب والسلب لرؤانا وتطلعاتنا وسلوكياتنا تجاه مجمل الأحداث والخطوب التي عانينا منها وإلى جانبنا الوطن. ومعرفة ما كان يجب على كل منا فعله كضرورة حياتية ولم نقم به سواء على المستوى الشخصي أو العام وتبعات تلك المواقف على الواقع.
ومن أولويات الحكمة المبتغاة ونحن نستقبل عاماً بعدانقضاءعام مثقل بالجراحات الغائرة أن نتجاوزها بمسئولية صادقة وقناعة وتفاؤل بأن المستقبل لابد من أن يكون سليماًمعافى من أدران الواقع بمعنى أوضح أن نؤمن بأن طريق المستقبل يجب أن تزال عنه الأشواك وتردم الحفر وتزال المطبات وأن نزرع جوانبه بالأشجار المثمرة والبنى الضرورية ليكون مسلكاً آمنا نحو بر وساحات الأمان.
ومن أولويات الحكمة المأمولة أن تتوفر لدى كل منا القناعة التامة بأن ما لحق بالأمة والوطن جراء شهوة السلطة لدى البعض.. واحتراب البعض الآخر.. والتشفي أو التعاطي بسلبية لدى الآخرين وهم كثر كان كابوساً مرعباً وقد حان الوقت لوقف تداعياته ولجم فاه من يتقول به وبتر يد كل من يمارسه وصد كل منافذه.
من أولويات الحكمة أن نؤمن بأن لا حل لواقعنا ونحن ندلف عاماً جديداً سوى تضميد الجراح والسمو فوق صغائر الخلافات وكبارها والتسليم بأن مبدأ التسامح والحب محل الحقد والكراهية وأن تكون مصلحة الأمة والوطن أولوية في التعاطي مع كل ما حولنا.
إن من أولويات استحضار الحكمة ان نؤمن ونسلم بمبدأ الحوار.. واحترام حرية الرأي والإخلاص للوطن ورفض كل ما عداه .. يجب على اليمنيين في هذا المقام أن لا ينتظروا من الآخرين حلولاً لهمومهم ومشاكلهم.. إذ لا خيار لهم سوى الاعتماد على أنفسهم واستذكار مسار تأريخهم المليء بالحلول والمعالجات لكافة خطوبهم عبر التاريخ إذا كان بناء الأوطان مسئولية شعوبها لقول الشاعر لا يرتقي شعب إلى أوج العلا مالم يكن بانوه من أبنائه إذا ومن خلال ما تقدم فإن تفاؤلنا بأن يكون عام 2015م نافذة لحلول همومنا ومشاكلنا التي تستوجب أن يكون مفتاحه بأيدينا لا بأيدي غيرنا ونجدها مناسبة للدعوة مجددين لعقلائنا ووجهائنا ومرجعياتنا أن ينتصروا للحكمة اليمانية وأن يبادروا لإفشاء السلام تحت راية الحوار والحب والوئام.. فكفى يمننا إيلاماً وكفى مجتمعنا تشرذماً.. والحكمة ضالة المؤمن،فهل سنعي ونبدأ لبنات البناء للسلام والأمن والاستقرار ودوران عجلة البناء والتنمية... والله المستعان.