يعاني القطاع الثقافي اليمني شتّى مظاهر الجمود والتهميش منذ سنوات عديدة، كما يعاني تحديداً تقلص الميزانية والفساد، إضافة إلى نمطية الأداء وترهله بسبب البيروقراطية الراسخة.
وكانت اليمن قد شهدت تراجعاً حادّاً في العمل والاهتمام الثقافي الرسمي من بعد انتهاء فعّاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م، كما يعيش هذا القطاع في حالة من العطب البنيوي جرّاء عدم وجود بنية تحتية لائقة.
وتتميّز الكاتبة والباحثة والناشطة المرموقة وزيرة الثقافة الجديدة أروى عبده عثمان بكونها أمينة خالصة لفكرة الثقافة؛ في حين يأمل منها كثيرون إنجازات مهمّة على هذا الصعيد في ظل تحديات جاثمة.
ويشعر المرء بعظمة أروى وشاعريتها بمجرد استخلاص رؤيتها للذات والآخر، فضلاً عن وعيها بجمالية الإبداع؛ فهي ذات حضور فاعل في الحياة الثقافية اليمنية، وفي تجربتها الجديدة من المرجّح أن تسعى بحماس لتثبيت تشكّلاتها المعرفية الداحضة دائماً للنطاقات الشمولية.
فهي تدرك المدى الذي يبلغه الاستغلال السياسي للدين في استلاب الإنسان، لكنها عرفت بإحساسها القوى للحياة والحرية والحقوق ولأهمية احترام المرأة. بينما تأتي الحكومة الجديدة في ظل أوضاع استثنائية خطيرة تعيشها البلاد على المستويين السياسي والأمني خصوصاً.