-1-
لاينبغى باليمنيين أن يستمروا في عبء الاحتكارات والهيمنات الثأرية المتوالية، وعناصر التحفيزات والاستقطابات اللاوطنية كقدر لا فكاك منه، فمن تجليات هذا الفرز الحصري، التسويغ لانهيار الهوية الوطنية والتمرغ في الهوية الطائفية وتجاوز السياسة والانغلاق الطائش على ماتقرره إرادات جماعات القوى ، لا الانفتاح على البرامج واحترام سمة التعدد الوطني، وإرادة الاختيار الحر، وعدم اختزال اليمن بتكتيكات جماعات المصالح واستراتيجيتها الأصولية والقبلية الشرهة واللاعقلانية.
وبالمقابل فإن على جميع القوى في الساحة أن تقدم مثالاً وطنياً فارقاً يجلب الطمأنينة والسلام لليمنيين ، لا الإعلاء من شأن السلاح والعصبويات، ووراثة دور الإفساد والغلبة واستغلال الدولة وتجييرها، والاقهار للمختلف ، واحتقار مساعي ونضالات الحركة الوطنية من أجل الإصلاحات والعدالة ، ومن ثم الرمي عرض الحائط بكل ما تراكم من وعي ديمقراطي وأساليب تداولية حديثة، تبقى ذات إجماع، بالرغم من كل سوءات الانحرافات التي حدثت سابقاً ، ولطالما عانى منها الشعب اليمني العظيم وهو في طريقه الكفاحي الموضوعي الطويل الذي لايجب التراجع عنه بأي حال من الأحوال ، باعتباره الطريق الذي يوحد طاقات اليمنيين ولا يقسمهم، ولذا يجب العمل على تنميته وتوسيعه وتحصينه، والاستمرار بالخوض السوي فيه وفق خطوات وانجازات حيوية تنشد الصواب الوطني وصنع التراكم الانجازي الخلاق الذي ستصل عبره اليمن إلى ماتنشده من مستقبل يجلب الاعتزاز والسعادة لكل اليمنيين.
-2-
مثلما رفضنا أن تكون اليمن على مقاس العصبويات ومثلما رفضنا أن تكون على مقاس المحاصصات والتعيينات الحزبية نرفض أن تكون على مقاس الجماعات والتعيينات السلالية .
fathi_nasr@hotmail.com