تتجه البشرية نحو المجهول. هذا هو الاستنتاج المختصر في ظل الحالة الغرائبية المفعمة بثقافة القوة والوحشية، بشكليها النابع من الاستقواء بالتفوق الواهم، أو ردود الأفعال العنفية السيكوباتية التي تأتي استتباعاً لوحشية وإرهاب الأقوياء.
الأفعال الوحشية المتبادلة بين الطرفين تؤدي في الجوهر إلى وحدة وواحدية هاذين الطرفين المتقابلين، ذلك أن عنف الصغار المتدثرين بأيديولوجيا السماء، يقدم الذريعة الكافية الوافية لعنف الكبار المتدثرين بأيديولوجيا الأرض، والبراغماتية النفعية الصادرة عن ثقافة الحروب الدائمة، وكلا الطرفين يمهدان للمصائب الكبرى القادمة ، ذلك أن وهم السيطرة على السيناريوهات الجهنمية سيتبخر قريباً، وسيفقد سدنة الصناعة الوحشية الدموية العالمية السيطرة على تلاميذهم النجباء.
ألا يعني هذا الاستنتاج الشاخص أمامنا كما لو أنه تنين قادم من أعماق الرعب الكبير .. ألا يبدو استنتاجاً منطقياً؟.
كل المراقبين الأكثر توازناً ونظراً يستنتجون هذا المصير المشؤوم، بالقدر الذي تظل فيه القوة الكبرى العالمية مقيمة في ثقافتها النيتشوية العنفية الخطيرة، فالعالم تجاوز زمن الحرب الباردة، وتوازن الرعب الأول ، لنصل إلى بداية البداية في تعميم القوة المجردة ، وتمكين المهووسين والمجانين من تدمير العالم، سواء قبعوا في قلب مؤسسة القوة العالمية أو في جبال تورا بورا.
Omaraziz105@gmail.com