هذا شعب جبار لن تثنيه آلة قتلكم وعنفكم ودماركم عن همته الحلمية وتوقه الباسل للخلاص من قرفكم المبين، ويوماً ما سيعلمكم هذا الشعب العظيم كم انتم مجرد أقزام وصغار امام شغفه الشاسع واللامحدود للحياة وللسلام وللدولة ياعصابات الابتزاز بالعنف والموت والقوة الخاوية.
والحال كما يقول المفكر العراقي وعالم الاجتماع الرائد الدكتور الراحل علي الوردي -ومعه كامل الحق -: “الواقع أن الطوائف الإسلامية أصبحت في العهود المتأخرة متشابهة من حيث النمط الفكري الذي يسيطر على عقول أفرادها.
إنهم يختلفون في الأشخاص الذين يقدسهم فريق منهم دون فريق، ولكنهم في الاتجاه العقلي على وتيرة واحدة، إنما هم كالغربان يقول بعضهم لبعض «وجهك أسود» دون ان يدري هو بسواد وجهه!”.
في السياق نرى ان الدين يحث على أن التطور الإنساني هو الأرضية المشتركة بين الجميع.. يحث على عدم التعصب وعلى وضع حد للاستغلال الديني، وإنعاش التسامح والتفوق الوطني.. يحث على التفكير بموضوعية إنسانية، على عدم اتساع الهوة بين المواطنين، وعلى التعاون والثقة والأمل.. لا على العجرفة والتطرف والتيئيس وتغذية الجهل وثقافة الموت.
fathi_nasr@hotmail.com