لم يتمكن العدوان السعودي الاهوج الذي يستهدف الابرياء من ابناء اليمن ويدمر البنى التحتية لهذا البلد ومن مرور شهرين من ان يصل الى أي من اهدافه التي رسمها.
وقد كان يتوقع السعوديون وكما اعلنته مصادرهم الاعلامية وكما صرح بذلك كبار مسؤوليهم ان الحرب هذه لن تطول بل ستمتد الى ايام ويتمكنوا من ضم اليمن لتكون محمية سعودية من خلال اعادة عملائها الذين التجأوا اليها امثال الرئيس الهارب وبطانته. ولكن هذه التصورات قد ذابت وذهبت ادراج الرياح امام صمود الشعب اليمني الذي واجه العدوان بصلابة منقطعة النظير بحيث فرضت واقعا جديدا ينبغي ليس فقط على السعودية بل على كل الذين خططوا لهذا العدوان ان يعيدوا النظر في حساباتهم خاصة وان لمعادلة اليوم قد تغيرت وبصورة لم يكن يتصورها المعتدون الحاقدون.
وقد تحددت هذه المعادلة بالصورة المعكوسة وهي وبدلا من ان يدفع العدوان الغاشم الشعب اليمني الى رفع الراية البيضاء والاستسلام نجد ان الوجه الاخر للقدرة الشعبية اليمنية قد برز وبوضوح بحيث تمكن ابناء المقاومة الشعبية ان يثبتوا انهم اقوى قدرة من العدوان وذلك من خلال دحر عملاء الرياض وهي الخلايا الارهابية النائمة في الداخل اليمني وبنفس الوقت ارسال الصواريخ الى الداخل السعودي والذي وصل آخرها بالامس الى اهم القواعد العسكرية في الرياض والتي راح ضحيتها العشرات من الجنود والخبراء بعضهم من الاجانب بحيث خلقت حالة من الرعب والقلق لدى السعوديين ولم يكتف ابناء المقاومة الشعبية بذلك بل انها ارسلوا رسائل تهديدية الى الرياض تتعلق مضامينها من ان القادم سيكون اقوى واكثر امتدادا مما هو عليه الان.
فلذلك فان معركة الرياض مع الشعب اليمني قد دخلت منعطفا جديدا وفرضت واقعا يختلف عما كان عليه ابان العدوان. بحيث يفرض عليها ان تكف عن تدخلها السلبي في شأنه الداخلي وان تخضع لارادة الشعب اليمني مطالبه الحقة في ادارة البلد.
ولذلك فان القوى الوطنية اليمنية في الداخل قد اتخذت قرارها بتشكيل مجلس يضم كل القوى الوطنية اليمنية مع ابعاد اولئك العملاء الذين باعوا انفسهم ووطنهم وشعبهم بثمن بخس من اجل اني يضعوا بلدهم تحت وصاية الخليجيين من امثال هادي وبطانته وغيرهم لاعادة الصياغة السياسية الجديدة في اليمن والتي تقوم على ما تقرره صناديق الاقتراع من دون تفضيل جانب على جانب آخر.
اذن فان السعودية وبهذا المنوال قد خسرت كل رهاناتها في هذا البلد ولم يبق سوى حالة العداء الكبير الذي زرعه العدوان الغاشم في نفوس اليمنيين ضد ال سعود ومن وقف معهم وساندهم.