- لن يطاولنا اليأس بذات امتلاك الوطن أدوات الانتصار لكن ذلك لا يلغي حقيقة أننا في موسم انتظار عودة الإنسانية إلى ضمير العالم تجاه صلف بقلم / عبد الله الصعفاني -
* لن يطاولنا اليأس بذات امتلاك الوطن أدوات الانتصار لكن ذلك لا يلغي حقيقة أننا في موسم انتظار عودة الإنسانية إلى ضمير العالم تجاه صلف العدوان الذي استباح سماء اليمن بطائرات لا تتوقف عن انتهاك قوانين الحرب.
* وعندما تصير محافظة مثل صعدة في مجملها هدفاً عسكرياً ويطال القصف أحياء مأهولة بالسكان على مستوى جميع المحافظات اليمنية ويصير الحصار والتجويع أحد وسائل هذا العدوان فإن من البرود البليد عدم تركيزنا على مآسي نزوح من تبقى من الصغار والكبار أطفال ونساء فكيف للعبرات أن تبتلع الدموع على النازحين الأبرياء بعد أن وصل عدد النازحين إلى مئات الآلاف.
* ومع كل الاحترام والتقدير للروح اليمانية القادرة على امتصاص الكثير من الأزمات بصورة تستحق أن تلتفت إليها مراكز البحث فإنه ليس أسوأ من سلبية خطيرة تجاه الوضع الخطير حيث للنزوح آثاره الكبيرة على نفسيات الأطفال تحديداً فضلاً عن حقيقة أنه ليس أقسى من أن يغادر الإنسان داره في بلد يتعرض لعدوان بهذا الحجم .. فالنزوح لا يعني فقدان الدار فقط وإنما فقدان ما تمتلكه والنجاة بالنفس والأولاد أو ما تبقى منهم على قيد الحياة.
* ليس أقسى من أن يغادر الإنسان داره مجبراً، ولذلك نرى كيف أن قوانين حقوق الإنسان تمنع نظرياً أن يترك أي نازح من حرب دون حماية ورعاية وفقاً لاحتياجاته خاصة عندما لا تتوقف انتهاكات قوانين الحرب كما هو حال العدوان على اليمن.
* النزوح يعني فقدان الأكل والشرب ودورة المياه والفرش وليست فقط أماكن أو فصول لا تكون بمنأى عن القصف كما حدث في حالات كثيرة حتى صار الأمل نفسه جريحاً وسط أسئلة حائرة من عدم بقاء أي جدوى لأي نقطة نظام لهذا الواقع العالمي المنافق الذي صار فيه كل شيء مباحاً في أسواق السياسة وكل شيء متاح في دكاكين الأحزاب والوجاهات والجهات.
* مثل هذا العدوان لا تمزق أوصال الأطفال والنساء والرجال وإنما يتصدر أهدافه ترويع الآمنين وتكريس التهديد لفرض الانقطاع عن سبل العيش الذي لا يواجهه اليمنيون إلا بموروثهم من الصلابة وإيمانهم بالقضاء والقدر حتى تجاه الحذر من البينات ومع ذلك يبقى غياب الأمن وانقطاع سبل العيش وتهديد الحياة نفسها دافعاً للفرار من القتل والتدمير كفطرة إنسانية خاصة في المناطق التي تتعرض لحرب إبادة غير خافية على متابع.
* ومادام موسم انتظار اليمنيين عودة الإنسانية إلى ضمير العالم يبدو امتداداً للحالة العدوانية وما يصاحبها من نفاق الأقليم والمجتمع الدولي فإن علينا كيمنيين مؤسسات وأفراد مجتمع أن نرد بطريقتنا، وكما اثبت النسيج الاجتماعي في اليمن أنه لا يتفاعل مع فيروسات الفتنة المذهبية، كما أثبت رفضه لمساعي تشبيعه بالكراهية وبالعقيدة العدوانية التي تدمر وتقتل وتتغنى بالتبريرات المتهالكة ما أحوج الجميع للارتقاء في التعاطي مع مشاكل النازحين فكما أن الوطن جدير بالدفاع عنه والخوف عليه فإن لنا أخوة وأخوات وأولاد وبنات قطفوا أثمار رعاية بعض أبناء الجلدة للعدوان نزوحاً وتشريداً وفقراً مدقعاً، ما يتطلب تفعيل المهام الاجتماعية الإنسانية الأخوية تجاه هؤلاء.
* قد يقال بأن النازحين داخل بلدهم نتيجة أي حرب ينبغي أن يكونوا مشمولين بحماية القانون الدولي فيستفيدوا من برنامج الحماية والمساعدات التي تقدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بموجب تفويضها من الدول, لكن حسب كل منا أن يتذكر حجم المؤامرة وحجم النفاق فننطلق من أننا أولى ببعضنا عند الكوارث وأن الكل معني بأداء أدوار أكثر إيجابية تجاه أبناء اليمن الأكثر تضرراً بالنزوح الذي حسبناه في أيام من نصيب شعوب افغانستان والعراق والسودان والصومال وسريلانكا وكولومبيا والكونغو فإذا هو لا يستثني بلد الإيمان والحكمة.