ها نحن قد ودعنا عام 2009 بكل ما حمل من مآسٍ وأحزان إلا أننا متعشمون أن تهب في عامنا الجديد نسائم الخير والأمن والاستقرار ليتنفسها وطننا الحبيب بعد ويلات حرب مجنونة عشنا رحاها وتفاصيل تآمراتها يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر على أمل أن يطوي 2010م صفحاتها ويبدأ الوطن صفحة مشرقة عنوانها التنمية وإعادة الإعمار.عام مضى ولا تزال في الذاكرة صورة محترفي القتل وهم يروعون الآمنين.. يقطعون الطرق ويهتكون الأعراض ويحرقون مليارات الريالات كادت أن تشق طريقها صوب البناء والتنمية.
عام مضى تحالف فيه الشيطان مع ثالوث الظلام والإرهاب من (تمرد وتخريب وقاعدة) وكلهم أشبه بكلب مسعور سعى للانقضاض على جسد الثاني والعشرين من مايو ومكتسبات الثورة الخالدة.
عام مضى أفشل فيه المتمردون دعوات الحوار لتعلو عليها أصوات المدافع وأدخنة آلات الدمار والموت ليظل المشهد أكثر دموية، أرواح تزهق، وبنى تحتية تدك، ومزارع تحرق، والفاتورة تقيد على حساب الوطن.
عام مضى فيه أثبت شعبنا قدرته على تجاوز المحن وتخطي نزق المتآمرين بحنكة رجاله الشرفاء، وحكمة الرئيس البار.
مهما عادت بنا الذاكرة إلى الوراء إلا أننا سنظل متفائلين بعامنا الجديد.. فهاهي الدولة - ونحن نطرق بوابة 0102م - تمد يد السلام على أمل أن يجنح لها دعاة القتل والحروب.. فقد أراده فخامة الرئيس علي عبدالله صالح عام تسامح وبداية للصفح والتخلي عن العنف وإراقة الدماء.
وبعد هذه الدعوات الكريمة، هل يدرك الغاوون والمغرر بهم أن الثوابت الوطنية خطوط حمراء لا تفريط بها وهل يدركون أن الشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل الجمهورية وعلم الوحدة قد منحونا قوة وتلاحماً تجعلنا نقف صفاً واحداً في مواجهة مدمني الحقد والحالمين بالعودة إلى الإمامة وبرميل الشريجة.. ولكي يدركوا ذلك ويعوا جيداً أظن أن السبيل الوحيد لهم هو التشبث بسترة النجاة بنقاطها الست لتخرجهم من الوحل الذي هم فيه غارقون ليعود الجميع إلى قراهم ومساكنهم آمنين ومطمئنين