في البداية يجب أن نعترف أننا لسنا وحدنا ككُتّاب متعاطفين مع السلطة والحزب الحاكم لنا الحق في الحكم في أن نقول إن هؤلاء أو هذا الطرف هم - فقط ــ مؤهلون للمشاركة في الحوار الوطني وإن أولئك لا يحق لهم المشاركة في الحوار الوطني، وليس من حقنا أن نقبل مشاركة هذا الحزب وهذه المنظمة ونرفض ذاك الحزب وتلك المنظمة .
فالوطن اليمني كبير ويتسع لكل أطياف المجتمع اليمني بمنظماته وأحزابه وهيئاته سواء كانت في الحكم أو المعارضة، فالجميع وطنيون مثلما نحن نعتبر أنفسنا وطنيين أيضاً، لكن الاختلاف فقط يأتي في رؤية طريقة إدارة البلد وسياستها الداخلية والخارجية فمنهم من يرى أن طريقته هي الأصوب ومنهم من يعتقد أنه يسير في الاتجاه الصحيح ومن هنا يأتي الاختلاف في الرؤى لذلك فاختلافات الطرفين هي فقط في وجهات النظر ولا ضير في ذلك .
لذا فقد أتت دعوة فخامة رئيس الجمهورية لاجراء الحوار الوطني في الأيام القادمة وطالب من الجميع المشاركة والمساهمة في إنجاح الحوار ليخرج اليمن من ظرفه الذي كتب له أن يقع فيه .
وعودة إلى السؤال المطروح: من يحق له المشاركة في الحوار ؟ فإنه يجب أن نقول: إن كل الأحزاب اليمنية يحق لها بل مطلوب منها المشاركة في الحوار الوطني وجميع المنظمات والهيئات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني مطلوب منها المساهمة في إنجاح الحوار الوطني، كل هؤلاء الأطياف من أحزاب ومنظمات وهيئات وشخصيات اجتماعية وسياسية ليس مسموحا لها المشاركة فقط بل مطلوب منها المشارك بفاعلية.. فالوطن يخص الجميع ولا يخص الرئيس وحزبه فقط ولا يختلف اثنان أن كل الأحزاب اليمنية في السلطة والمعارضة تهتدي بالدستور وتلتزم مقرراته وهو الغطاء القانوني لكل الأنظمة في البلاد .
ومن الطبيعي أيضاً أن كل هؤلاء والذين ــ قطعاً ــ سيحضرون للمشاركة في الحوار الوطني سيكونون ملتزمين بالدستور والثوابت الوطنية، وماداموا ملتزمين بالدستور والثوابت الوطنية فإن من حقهم أن يشاركوا بالحوار الوطني وليس من حقنا أن نقول لهم لستم مؤهلين للمشاركة في الحوار، فهؤلاء هم الذين يحق لهم المشاركة بالحوار الوطني .
ودعوة الحوار وإن جاءت متأخرة أفضل من ألا تأتي أبداً ونكون قد قطعنا خط الرجعة على أنفسنا وعلى بلدنا .
فالبلد يمر بأزمة يعلم بها الجميع ويتضرر منها الجميع ويخسر من جرائها الاقتصاد الوطني وبالتالي فإن التمسك بالمواقف والتشدد في الرأي وعدم التنازل من أجل الوطن يجعل الجميع يندم حيث لا ينفع الندم والتنازل من الجميع بما فيهم الحزب الحاكم هو لمصلحة الوطن .
ولكن بالعودة إلى موضوع الحوار يبدو أن هناك نافذة أمل يطل من خلالها المواطن ليرى المستقبل بتفاؤله ومن حقه أن يحلم ويتفاءل بذلك مادام هناك عقول يمنية تسعى لإنجاح الحوار الوطني من أجل الوطن، ومادامت هناك هامات وطنية مخلصة هدفها مصلحة الوطن وسعيها في المشاركة في الحوار الوطني بحسن نية، من هنا فإنني أتوقع أن ينجح الحوار الوطني ومن هنا أجد الإجابة الشافية عن سؤالي حول من يحق له المشاركة في الحوار الوطني، لأن كل هؤلاء يحق لهم بل مدعوون للحوار، فأصحاب النوايا الطيبة يحق لهم المشاركة في الحوار الوطني وهم الذين سيساهمون في إنجاحه سواء كانوا من أحزاب اللقاء المشترك أم من الحزب الحاكم أم من بقية أحزاب المعارضة والآخرين.
الوطن وطن الجميع والجميع في سفينة واحدة وحمايتها والحرص على ألا تغرق مسؤولية الجميع وإن غرقت ــ لا سمح الله ــ فإن الجميع سيخسر، ووقتها لن نجد ما نفتخر به أمام الآخرين من حرية وديمقراطية وأحزاب، لأن كل ذلك سينتهي ويذهب، ويذهب معه الوطن بكل ما فيه.. ومن هذا المنطلق أجد نفسي أدعو الجميع إلى أن يضعوا الوطن أولاً وأخيراً نصب أعينهم ومن خلال ذلك سينجح الحوار.
baabbadf@hotmail.com