اليمن يمثل اليوم مركز دائرة الاهتمام العالمي، وسعادته التي دائما ما يوصف بها أصبحت اليوم على محك الاستعادة، فالجميع ينظر إلى هذا البلد العربي العريق باعتباره أمام مفترق طرق حقيقي حيث الاستهداف الارهابي الآثم من قبل جماعة رفعت عقيرتها للحديث عن الدفاع عن مصالح المسلمين وأراضيهم، فإذا هي أول المستبيحين لها وأكثر من يريق دماء أبنائها، وإغلاق السفارتين الأمريكية والبريطانية يوم امس في العاصمة صنعاء يمثل انعكاسا حقيقيا للمخاوف التي تهدد أرض اليمن وأهله. هذه المستجدات المتسارعة في الساحة الاقليمية تستدعي النظر بجدية إلى كل ما يدعم استقرار المنطقة ويضمن أمنها في مواجهة الإرهابيين والعصابات الخارجة على أنظمة بلادها.
غير أن تجارب صناعة الأمن في التاريخ تؤكد استحالة تحقيق مثل هذا الهدف دون التزام أخلاقي وإيمان راسخ بمسؤولية المشاركة في صنع الأمن والاستقرار، والتعاون الاقليمي والدولي المستند الى الشفافية ووضوح الرؤية كفيل بمحاصرة هؤلاء الخارجين على القانون وقطع الامدادات عنهم على جميع الأصعدة، مثل هذا التعاون الدولي والإقليمي لابد أن يستند إلى الوعي بشمولية المصالح واستراتيجيتها بعيدا عن المصالح الضيقة والموهومة، والتفاف أبناء الأمة على حكوماتهم وقادتهم في هذه المرحلة بات حجر الزاوية لتعزيز مسيرة التنمية التي يستهدف اعداء الامة تعطيلها على اكثر من صعيد.
الارهابيون وأعضاء العصابات الخارجة على القانون لا يعلمون بأنهم مجرد حصان طروادة في هذه المعادلات الأمنيه حيث يزج بهم في دائرة صراع لا دور لهم فيه سوى حمل السلاح وتلطيخ الايدي بالدماء دون أي أفق أو مكاسب حقيقية، ومن يستهدف زعزعة الاستقرار في المنطقه يدرك انه حتى وان لم يحقق اجندته فإنه يعطل التنمية فيها وهو ما سيحصد جنايته أبناء الدول العربية وليس غيرهم، وعلى جميع الأصعدة، وقد كانت المملكة، ومن خلال إيمانها بحق الجوار والعلاقة الأخوية تعمل كما اشار سمو وزير الخارجية الامير سعود الفيصل في مؤتمره الصحفي امس على تطوير ورفع مستوى المعيشه في اليمن الا ان الحرب الحالية اوقفت هذا البرنامج وعطلت مسيرة التنمية في اليمن ليتحول سؤال مستقبل التنمية إلى أسئلة مستقبل الوجود، ومهما أسهب المحللون والسياسيون في رسم خارطة الحلول لأزماته فإن أبناء اليمن وحدهم من يملك ترسيخها على أرض الواقع.