|
|
|
|
|
هل يكون اتحاد اليمن نموذجاً يطبق بدول عربية؟!
بقلم/ كاتب/يوسف الكوليت
نشر منذ: 10 سنوات و 10 أشهر و 3 أيام الأحد 16 فبراير-شباط 2014 03:31 م
فشلت الوحدة المصرية - السورية، ونجح اتحاد الإمارات العربية، وخطوة اليمن أن يصبح دولة اتحادية من ستة أقاليم ربما تكون الحل الأوفر في النجاح إذا تم استيعاب المعارضين له، ولعل القيمة الأساسية في مثل هذا التنظيم أنه يعطي لكل إقليم استقلالية خاصة تبعده عن بيروقراطية المركز واحتكار السلطة، غير أن الأمر يحتاج إلى قدرة هذا التحول أن يمضي سلمياً، وألا ينذر بتقسيم حقيقي لدول مستقلة، ونجاحه ربما يبعد اليمن عن صراعات مذهبية أو قبلية..
فاليمن بلد فقير في موارده، لكن ذلك لا يعني عدم وجود ثروات طبيعية قد يكون من بينها النفط والمعادن، والثروات السمكية، غير أن استغلال ذلك يستدعي استقراراً سياسياً وتوافقاً اجتماعياً حتى في توزيع الثروة لو حدث أن أصبح أحد أقاليم الاتحاد أكثر غنى من غيره، وتأتي الإدارة الذاتية لتضع حداً لخلاف المركز مع الأطراف في منافسات من يصل إلى خلق مبادرات اقتصادية واجتماعية، وإدارة حديثة وتطوير أسس التعليم، لأن الطاقة البشرية الفائضة في اليمن، يمكن أن تصبح قيمة فعلية في الداخل، وقوة عمل في المحيط العربي وخاصة دول الخليج العربي التي لا تزال تستورد الطاقات الجيدة من مختلف المصادر وخاصة دول آسيا لأن اليمن الأقرب والأكثر فهماً لطبيعة العلاقات الاجتماعية اضافة إلى العديد من العوامل التي تعطي لمثل هذا المشروع قيمته المتعددة..
لقد استطاع اليمن الحديث تجنب العديد من المزالق رغم الضغوط الاقتصادية ونسبة الفقر والأمية المتفشية، ونجاح تجربته الجديدة، قد يكون حلاً لدول مضطربة أخرى مثل العراق وسورية وليبيا، والتي عصفت بها حروب المذاهب والقبائل، وتحولت إلى مركز استقطاب لعناصر الإرهاب، ولعبة القوى الخارجية..
فالعراق على أبواب التقسيم بسبب إدارة سياسية لم تسع لوحدته، بل حولته إلى دولة الطائفة، وقد استقل الشمال الكردي، وأصبح نموذجاً ناجحاً ليس في الاستقرار الأمني فقط، وإنما باستقطاب الاستثمارات، والتحول إلى إقليم ناجح سياسياً واقتصادياً..
أما سورية فهي مثال للأزمة العربية كلها منذ استقلالها وحتى اليوم، ومجريات الحرب بين الدولة والمعارضة أفرزت نموذجاً لصراع إقليمي ودولي، وربما ينتهي إلى رسم خرائط جديدة بضغط وممارسات دولية..
ليبيا هي الأخرى جاءت الخلافات لتعصف بكل شيء، فهي نموذج للعراق، وإن ظلت القبيلة التي تدرعت بمليشيات تملك السلاح، صاحبة الدعوة بتقسيم الأقاليم بحيث تتمتع بعضها بثرواتها، وتحرم الأخرى، وهو ما ينذر بحرب أهلية، أو تدخل عسكري دولي يفرض أسلوب حكم جديد..
اليمن بفقره وقلة إمكاناته عن تلك الدول، استطاع أن يقدم نموذجاً، لا أحد يدعي أنه ناجح أو فاشل، وإنما كان، وبعد حوارات واجتماعات حكومية وأهلية كان الحل الوحيد، ودواعي هذه التطورات قيمتها أنها يمنية بحتة، لا ظل لدولة عربية أو خارجية بهذا التنظيم مما يعني أن العمليات جاءت استجابة شعبية بإرادة وطنية، ولعلها النافذة التي تجعل اليمن يطل على آفاق وسيعة في صناعة مستقبله السياسي والوطني.
* نقلا عن "الرياض" السعودية
|
|
|
|
|
|
|
|