مسؤولية رفض التدخل الأجنبي في المنطقة تقع على الدعاة
بقلم: محمد شركي
لقد سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز احتضان الدعاة لكل الحركات الجهادية ضد المحتل الغربي لبلاد العرب والإسلام . ولا يوجد قطر عربي أو إسلامي عرف احتلالا أجنبيا إلا وكان الدعاة أول من تحرك لشحذ همم العرب والمسلمين للدفاع عن حوزته. والتاريخ يسجل أن أول حركات الجهاد في فلسطين إنما قادها الدعاة إلى الله عز وجل وكذلك الحال في كل بلاد العرب والإسلام . والذي يجعل دعوة الدعاة إلى الجهاد ناجحة في بلاد العرب والإسلام هو كونها جزءا من عقيدة الإسلام إذ يعتبر الجهاد فريضة دينية وليس مجرد واجب وطني يمليه تقاطع المصالح بين المواطنين . إن كون الجهاد فريضة دينية معناه وجود صفقة بين الخالق جل جلاله وبين المخلوقين ، ذلك أن الله عز وجل كتب العزة لأهل دينه ، وجعلها أمانة في أعناقهم لا يجب أن تضيع. فعندما يهم المحتل الأجنبي باحتلال أرض إسلامية إنما يكون ذلك بمثابة اعتداء على سلطان الله عز وجل قبل الاعتداء على كرامة المخلوقين ، لهذا يأمر الله تعالى بنص قرآني صريح عباده بالجهاد في قوله تعالى : (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )) فالقضية قضية إذن إلهي بالجهاد عند وقوع العدوان مع الوعد بالنصر، ومن ثم هي قضية عهد بين الخالق سبحانه والمخلوقين. فالله عز وجل وعد عباده المؤمنين بالسلم والأمن في أرضهم ، فإن قاتلهم معتدون أذن لهم بالجهاد ووعدهم بالنصر لتعود الأمور إلى نصابها ، مما يعني أن الاعتداء على المسلمين هو بمثابة الاعتداء على سلطان الله عز وجل وإرادته. والدعاة عندما يفتون بالجهاد إنما يستحضرون هذه الفريضة الشرعية التي هي من صميم الدين ، وليست مجرد إجراء بشري سياسي كما قد يظن أو يدعي البعض. والدعاة في اليمن عندما أفتوا بالجهاد ضد كل قوة أجنبية تدخل بلادهم إنما فعلوا ذلك من منطلق مسؤوليتهم الدينية ، فهم حراس العقيدة التي تحرس بدورها حمى الوطن . فالقوات الأجنبية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية استفزت مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من خلال دعمها الكامل للكيان الصهيوني وتشجيعه على العدوان غير المسبوق في تاريخ البشرية ضد الفلسطينيين وأشقائهم ممن يجاورونهم ، وهو ما جعل الحركات المناهضة للسياسة الأمريكية تظهر بأشكال شعبية عفوية ، وتأخذ أنماطا متنوعة ، منها ما هو سلمي يكتفي بالمظاهرات والمسيرات للتعبير عن الغضب ، ومنها ما نحا نحو المواجهة المسلحة. فلو ظلت الولايات المتحدة محايدة وبعيدة عن دعم الكيان الصهيوني لما استهدفها أحد أبدا ، لأنه ليس من عقيدة المسلمين العدوان على من سالمهم . ولما بلغ الأمر ما بلغ من ردود أفعال عنيفة ضد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط المؤيدة للعنف الصهيوني ،خلقت الولايات المتحدة من أصحاب ردود الأفعال هذه أعداء ، وسمحت لنفسها أن تكون فوق القوانين الدولية لمتابعتهم في كل مكان
وإن فتوى الدعاة في اليمن للجهاد ضد كل تدخل أجنبي عبارة عن فتوى استباقية لقرارات مؤتمر لندن المتدخل في الشأن اليمني بترحيب من اليمن. وكل الدعاة في العالم العربي والإسلامي يجب عليهم أن يحذوا حذو دعاة اليمن من أجل تفويت الفرصة على التدخل الأجنبي في أوطانهم عن طريق الذرائع الواهية التي يركبها الغرب .
*دنيا الراي: