|
|
|
|
|
لا عتب إن هاجر فرسان الفن
بقلم/ كاتب/حسين العواضي
نشر منذ: 10 سنوات و 7 أشهر و 15 يوماً الأربعاء 09 إبريل-نيسان 2014 11:13 ص
* المبدعون شعراء.. وفنانين، نظموا للوطن أجمل القصائد.. وغنوا له أشهى الأغنيات، تغزلوا بترابه.. وهاموا بشعابه.. فأتقنوا واقنعوا.. رفعوا من شأنه، ومنحوه من الزهو والألق.. ما يحق.. ويستحق.
* لم يفرق أحدٌ منهم بين صنعاء.. والمكلا.. أو تعز وعدن، أدباء الشمال وفنانوها حضرت المدن الأثيرة.. سيئون.. لحج.. في قصائدهم وأغنياتهم ومثلهم فعل أمراء الشعر، من الأحبة في حضرموت.
سلام عاطر يا مدينة سام
سلام لك يا مصدر الإلهام.
* أحد أعلام الفن اليمني المعاصر.. ورموزه السامقة الفنان الراقي كرامة مرسال.. صاحب الصوت الشجي الذي يهز الوجدان.. ويطرب الروح والفؤاد.. يحلو معشره.. فلا ترغب في توديعه.
* لونه الغنائي الفريد.. المرهف.. له نغمات وموجات تقطع المسافات.. لتستقر في القلوب صافية نقية أليفة مريحة، يصحبك -المرسال الكريم- إلى بعيد ولا تجد أمام هذا الإبداع المتدفق غير الاستسلام اللذيذ لنشوة السكينة والسلام.
* له أغنيات لا تنسى.. وألحان لا تمحى، رسم بها لوحة أنيقة من الفخر والفرح في قلوب اليمنيين أجمعين.
* فرض حضوره المهيب على ساحة الوطن ثم تجاوزها ليغرد خارج الحدود، دون أن يتنازل عن هويته ولونه.. وموهبته، ودون أن يرهن جوازه في إحدى مدن الغربان المغرورة.
* وعلى ما عرض عليه من هبات ومغريات ليلحق من سبقوه، كانت قناعته التي لم يحد عنها، أنه لا كرامة لفنان إلا في وطنه وبين أهله.. وصحبه.. ومحبيه.
* كيف للعود أن يرق.. وللصوت أن يدهش وينعش، حين يبتعد عن ينابيع الحب والقرب.. والمودة.. والبهجة.
* كيف للفنان الأصيل أن يلوي ألحانه.. ويخون أغنياته.. ويتنكر لقلبه وطفولته، يطوي الأمصار ليطرب الأحجار.. يهجر مرابع الصبا.. ومراتع شبابه.. وربيع عمره.. وزهرة حياته.
* هذا الفنان المدهش يرقد الآن في أحد مستشفيات المكلا، تعب قلبه الذي أحب بلاده وكل صوته الذي تغنى لليمن، فسكب عطر ألحانه.. وفيض أشجانه في سهوله وهضابه ووديانه.
* يصرخ الذين يحبونه ويكتب الذين يجلونه.. ويعرفون مكانته وقدره ولا صدى غير الصمت والصدود وعلامات التواكل والجحود.
* يا لها من عادة معيبة وصحوة مشينة إذ كلما مرض شاعر أو كاتب مسرحي أو مطرب، مخترع أو رسام بحّت الأصوات وجفّت الأقلام، انقذوا هذا المبدع قبل فوات الأوان.. وحلول الندم والخسران.
* وكأنه على المبدع في هذه البلاد أن يتبدع ويضع نفسه وموهبته وكرامته رهينة عند شيخ أو متنفذ أو شلة أو حزب يمسح بلاطهم، يسبح بحمدهم.. ويجمل عوراتهم.
* حتى إذا داهمه المرض.. أو حاصرته الفاقة وجد من يتصدق عليه.. بعلاج مرضه.. ويقضي حاجته ويزايد باسمه.
* هل بعد هذا من هوان وانتهازية وجشع ونكران وجحود ويقولون لماذا يهاجر المبدعون إلى قطر؟
* لا عتب إن هاجر فرسان الفن والمهن وأهل الأدب والطرب إلى الحبشة أو جيبوتي وقريبا إلى الصومال وغيرها من بلدان الله.
* هنا لا قيمة لفنان أو مبدع.. عالم أو مخترع لا يخزن يوماً غرب العاصمة.. ويوماً في شرقها ويوماً ثالثاً في العراء.
* هذه بيئة صارت ملوثة.. أخطر من مبيدات الجراف طاردة للإبداع.. والتفوق وحاضنة للانتهازيين وتجار الفتن وصناع الأزمات.
* ينضب الديزل، يختفي البترول، يتبخر الغاز، تنطفئ الكهرباء بالأيام وتتدفق الأخبار المزعجة، كل هذا له وقت.. ومدى وله حل وعلاج.
* لكنه حين تنضب الشهامة وتؤمم الأخلاق والقيم ويضيع الاعتراف والإنصاف يختطف القضاة ويرقى البغاة والطغاة فإن ذلك ينذر بكارثة اجتماعية مدمرة لا فكاك منها ولا دواء لها.
* الزميل الصديق والكاتب الأنيق، انقل للرائع الأثير المرسال القدير أسانا.. وحزننا وعجزنا وخجلنا ودعانا الصادق له بالشفاء وأن للكرامة النبيلة رباً يرعاها ويحميها ولا يأس من رحمة الرحمن الرحيم.
|
|
|
|
|
|
|
|