لا يُعقل أن يصير الغش بمثابة تربية وطنية، إننا بذلك نقضي على ما تبقّى من أخلاق في المجتمع، هذا الإيقاع الفاضح في الغش هو الحركة المدمّرة لتطوّر القيم الفاضلة والبنّاءة في المجتمع.
وما يلفت النظر منذ سنوات هو استمرار صيغة الحضور الكارثي الذي يتعالى على همومنا في خلق جيل ذي مبادئ محترمة وسوية، فلقد أصبح الغش كالماء والهواء، وتتوافق معه تبريرات خطيرة ينتج عنها جيل مشوّه وأكثر سطحية، لا شك.
إن المعيار الوحيد للتحضُّر وللتقدُّم ولثقة المجتمعات بأبنائها هو عدم لجوء الطلبة إلى الغش، صدقوني ثمة وقاحة تستعصي على الوصف؛ إذ نجد الأسرة مساهمة في هذا الانهيار الانشطاري أيضاً، تتم ممارسة الغش بأكبر قدر من الحماسة والإحساس الخادع بالتميُّز والإبداع..!!.
ويا له من جنون سافر يتفاقم عبر نزوات انحطاطية لا شرف لها ولا مزايا وطنية على الإطلاق، حتماً، سيكون المستقبل بلا محاسن في حال استمرار ومواصلة تلك الفوضوية والمغالطات والعمل الممنهج لإغراق الشخصية اليمنية بمزيد من السلبيات والعيوب البنيوية التي لا أفدح منها.
fathi_nasr@hotmail.com